حذر إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل طالب من الخوض في الباطل واعتماد أخبار الفاسق والاتكاء على الحكايات والقصص الغريبة، مبينا أنها من شأن الجهلة والغوغاء. وقال في خطبة الجمعة أمس: «إنه لما كان دين الله عزيزا وشريعته غالية فإنه لا يستحق حملها إلا خيار من خيار فكانت الابتلاءات والمحن تعرض للمؤمنين والأذية والفتن تحيط بالمصدقين حتى لا يبقى على الدين إلا من يستحقه وليعلم الله الذين صدقوا فالفتنة والابتلاء سنة جارية في الأولين والآخرين». وأضاف «الإيمان ليس مجرد كلمة تقال بل هو حقيقة ذات تكاليف وأمانة ذات أعباء وجهاد يحتاج إلى صبر والله سبحانه وتعالى يعلم حقيقة القلوب قبل الابتلاء»، مبينا أن الابتلاء يكشف في عالم الواقع ما هو معلوم لله تعالى فيحاسب الناس على ما يقع من عملهم فهو فضل من الله وعدل وتربية للمؤمنين. وبين الشيخ صالح آل طالب في خطبته أن الفتن والابتلاءات أنواع وصور فمنها السراء والضراء ومنها الفتنة بانتشار المنكرات وغلبة الأهواء وكثرة الدعاء على أبواب جهنم وكثرة الاختلاف وخلط الحق بالباطل، ومن الفتنة أن يتعرض المؤمن للأذى من الباطل وأهله ثم لا يملك النصر لنفسه، ومن الفتنة أن يعيش المؤمن بدينه كالغريب بين الناس. ولفت إلى أن الحديث عن الثبات وقت المحن والصبر في البلاء والفتن حديث موجه إلى عموم المؤمنين من الأخيار والصالحين والدعاة وطلبة العلم والمحتسبين حين يتسرب الوهن والإحباط إلى بعض المسلمين ويرون تسلط الأعداء والمرجفين ومن يشعل فتيل الخلافات ويثير النزاعات ويطرحون الأفكار الغريبة المشتتة، وإذا كان أكثر العلماء والمصلحين ظاهر في تسكين الناس وتثبيتهم على الحق حين الشدائد وكثرة الفتن ولكن هناك مرجفون يجدون في أوقات ضعف الأمة وتكالب الأعداء عليها فرصا لترويج باطلهم وتشكيك الناس في عقائدهم ويسخرون من الدين ويلمزون المطوعين من المؤمنين ويسهمون في إحباط الأمة وتخاذلها وتمييع مبادئها لتضيع هويتها. وقال آل طالب: «إن المؤمن لا يهن ولا يهبط ولا يستكين ولا ييأس ولا يستوحش من الطريق لقلة السالكين ولا ينظر إلى الهالك كيف هلك بل ينظر إلى الناجي كيف نجا إننا اليوم أحوج ما نكون للعمل والبشارة وتحفيز الهمم ومعرفة السنن حتى يطمئن المؤمن ولا يغتر الفاجر وحتى لا يكون كثرة الباطل مدعاة لليأس والقنوط». داعيا إلى الاهتمام بالدعاء والثبات والنصر والاستعاذة من الفتن. وفي المدينةالمنورة حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ من خطورة الغش بشتى أنواعه وصوره على المجتمع الإسلامي. وقال: «إن مسارات الذنوب تنحصر في صفات منها أوصاف شيطانية يتشعب منها الحسد والبغي والحيل والخداع والمكر والغش والنفاق والأمر بالفساد ونحو ذلك». وأضاف «أن من أعظم ما حاربه الشرع المطهر الغش بشتى أنواعه ومختلف صوره وفي جميع الميادين وكافة مجالات الحياة»، مشددا على أن الغش طريق موصل إلى سخط الجبار جل وعلا ووسيلة إلى دخول النار وسبب لحرمان البركة في هذه الدار، حيث عد أهل العلم الغش بسائر أنواعه من الكبائر لنفي الإسلام عن من فعله. وبين آل الشيخ أن الغش يدخل في مجالات كثيرة منها الغش في النصيحة والغش من الحكام للرعية والغش في أمور الزواج والنكاح ولكن أظهر صوره وأكثرها انتشاراً في مجتمعات المسلمين الغش في المعاملات المالية، وقال: «من صور الغش كذلك «النجش» وهو الزيادة في ثمن السلعة وهو لا يريد الشراء وإنما يريد التغرير بالمشترين والحاضرين للسلعة ويريد نفع البائع، ومن ذلك من يمدح سلعة غيره ويطلبها بالثمن ثم لا يشتري وإنما يريد أن يسمع غيره ذلك الأمر حتى يزيد في الثمن». وأضاف «أن من المجالات التي يقع فيها الغش ما يقع كثيراً في المقاولات المعمارية بحيث يهمل المقاول في تنفيذ العقد ويخالف في الشروط حال غفلة من صاحب الشأن أو عدم معرفته بما يقع معه ما لا يحمد عقباه من النتائج السيئة والعواقب القبيحة».