لم تقنع إنعام عباسي كواحدة من أول العاملات في مجال الأمن والسلامة، والمدربة في الحماية المدنية، بدورها في تدريب بنات جنسها على كيفية الوقاية من الحرائق والحوادث فحسب، بل تطمح لمشاركة المرأة في فرق الإطفاء، واستدعائها لإخماد الحرائق التي قد تطول المجمعات النسائية. واتجهت عباسي، التي شكلت فريقا نسائيا مختصا في هذا المجال، للعمل في الحماية المدنية بدعم وتشجيع من والدها، الذي كان يعمل في وقت سابق في الدفاع المدني، حيث عزز فيها منذ الصغر الحرص على تفادى الأدوات المسببة للحرائق، فالتحقت بمؤسسة الحماية المدنية التي أعطتها الفرصة لتعلم مبادئ الحماية حتى أتقنتها، وأصبحت مدربة للفتيات وحارسات الأمن. عن الدوافع التي دفعت بها في هذا الاتجاه، تقول عباسي إنها شعرت برغبة شديدة في خوض هذه التجربة، كونها امرأة وسط مجتمع محافظ له عاداته وتقاليده، التي قد تعوق رجال الإطفاء عن إنقاذ نساء داخل منازلهن المحترقة، لعدم سترهن ولبس العباءات، ما يؤدي إلى خسائر روحية جمة، فوجدت في اتجاهها للتدريب على السلامة أمرا مهما لتقديم الحماية لمجتمعها النسائي. وفي إطار تجربتها الفريدة من نوعها نسائيا، دربت عباسي حارسات الأمن في سكن الجامعات وطالبات من جامعة عفت وكلية دار الحكمة وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وتخرجت أول دفعة قوامها 25 متدربة من المؤهلات على عملية الإطفاء ومواجهة الحرائق، و32 متدربة في الدفعة الثانية تمكن من اقتحام الحرائق وسلامة التصرف في حالات الإخلاء، وشاركت في المعرض السنوي للحريق في القسم النسائي في شركة أرامكو، وقدمت دورات تطبيقية وتدريبية للسيدات المقيمات في السكن مع أزواجهن.