إذا كانت الألوان مكونا أساسيا في تصميم الشعار، فإن الخطوط بأنواعها المختلفة كذلك أيضا، فتصميم الشعار عبارة عن عملية هندسية فنية، وهندسة الحروف تعد جزءا مهما فيها، وقد تنوعت وتعددت الخطوط إلى حد كبير، فكل لغة من اللغات العالمية الحية تضم مئات الخطوط، ومنها اللغة العربية التي أصبحت تضم أكثر من ألف خط، مما يفتح المجال واسعا أمام المصمم للاختيار والملاءمة بينها. والخطوة الأولى التي يجب على المصمم مراعاتها، هي حسن اختيار نوع الخط، بحيث يكون سهل القراءة وملائما مع نشاط الشركة أو المؤسسة، ومختلفا في الوقت نفسه مع الخطوط المستخدمة في شعارات الشركات المنافسة العاملة في نفس النشاط، فإذا كان النشاط على سبيل المثال في التسجيلات الإسلامية أو الإعلام الإسلامي، يتعين استخدام خط إسلامي، مثل الثلث أو الكوفي أو الديواني، وإذا كان النشاط خاصا بالتكنولوجيا الرقمية، فالأنسب هنا اختيار خطوط وحروف مقطعة غير متصلة، لتدل على أن هذا النشاط رقمي، بينما إذا كان النشاط رياضيا، فربما كان من الأوفق استخدام خطوط منحنية، لتدل على الإنسيابية والنشاط والحركة. ويختلف المصممون في العالم العربي في تفضيل الحروف والخطوط العربية أو اللاتينية في تصميماتهم، وإن كانت الغالبية تفضل الأخيرة نظرا لأن برامج التصميم تدعمها من ناحية، ولكونها تمنح المصمم مجالا أوسع للحركة من ناحية أخرى، من خلال انفصال الحروف عن بعضها، مما يسمح بالكثير من المؤثرات البصرية التي تجذب عين المتلقي، على أنه يمكن استخدام لغتين في الشعار ذاته، بشرط أن تكون متلائمة في تصميمها، كاختيار حرف عربي وحرف آخر لاتيني، بحيث يكون أحد حروف اسم العميل أو شركته، ودمجهما ببساطة واحترافية مع عناصر التصميم الأخرى، للتعبير عن النشاط المستهدف. وتظل كلمة السر في حسن اختيار الخطوط، وفي دقة وجمال تصميم الشعار بصفة عامة هي «الابتكار والتميز»، فالمصمم المحترف عليه ألا يلجأ لاستخدام خطوط مستهلكة وشائعة، بل يجتهد في ابتكار خط خاص متميز، يتناغم مع باقي مكونات التصميم، ويساهم في إبراز شخصيته وتفرده. [email protected]