تقدم المأموم على إمامه في الجوامع الكبيرة المكتظة بالمصلين، يعمد المأمومون إلى الصلاة خارجها لإدراك الجماعة، فيتقدم بعضهم على إمامه عمدا أو جهلا، ويقعون في حرج شديد إزاء ذلك بعد اكتشافهم أنهم صلوا متقدمين على الإمام، ويبدأ التساؤل هل الصلاة صحيحة أم لا؟، «الدين والحياة» طرح هذه المسألة على عدد من المختصين الشرعيين الذين اختلفوا في إجاباتهم حيالها، حيث فرق بعضهم بين الضرورة وعدمها، والآخرون قالوا ببطلان الصلاة حكما واحدا .. إلى التفاصيل: صلاة صحيحة * الشيخ صالح السدلان أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود: «اذا امتلأ المسجد بالمصلين وصلى أناس خارج المسجد سواء على الأبواب أو على الأرصفة المعدة التي كلها تقع خلف الإمام أو بالساحات المحيطة بالمسجد عن يمينه وعن شماله وخلفه فإن صلاة هؤلاء كلهم صحيحة لأن هؤلاء يرون الإمام أو المأمومين أو على الأقل يسمعون الصوت فصلاتهم صحيحة إن شاء الله تعالى، أما إذا تقدموا على الإمام ففي غير الضرورة لايجوز أن يتقدموا عليه وأما إذا كان لضرورة لايمكن الحيلولة دونها فإن صلاتهم جائزة كأيام الحج لأن في تلك الأيام ليس هناك إمكانية لمنع المأمومين أن يتقدموا على الإمام قليلا أو نحو ذلك فهذا مستنثى للضرورة القصوى التي يصعب منعها أو إزالتها». إعادة الصلاة * الدكتور فهد الجهني عضو المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي: «العلماء اشترطوا في صحة صلاة المأموم خلف إمامه ألا يتقدم عليه حتى تصح صلاته فإذا تقدم عليه فإن الإمامة تبطل حينئذ فعليه أن يعيد الصلاة، وهذا هو الأولى والأحوط». مسألة خلافية *الدكتور رضوان الرضوان باحث شرعي: «هذه مسألة خلافية عند الفقهاء فالمالكية يرون الجواز للضرورة، كأن لا يكون هناك فراغ أو مكان غير هذا، أما الحنابلة فمنهم من يرى أن الصلاة باطلة لأنه لا يجوز التقدم على الإمام بحال من الأحوال، وهناك رأي آخر للإمام أحمد بن حنبل أيضا يرى أنها تجوز في حال الضرورة، وبهذا فلا نستطيع أن نطلق حكما عاما على بطلان الصلاة».