فصّل فضيلة الشيخ د. يوسف بن عبدالله الشبيلي القول في مسألة نسيان الإمام كونه محدثًا أو إذا أحدث خلال الصلاة، وذكر أن أهل العلم اختلفوا في ذلك هل تبطل صلاته وصلاة المأمومين جميعًا أم لا؟ وأوضح أن المذهب الحنبلي يرى أن صلاة الإمام تكون باطلة وصلاة المأمومين أيضًا، وعلى هذا يتوجب عليه أن يذهب ويتوضأ ثم يستأنف الصلاة من جديد. وأضاف أن هناك رأيا ثانيا في المسألة يقول إن الإمام إذا أحدث أو تذكر أنه على غير طهارة أثناء الصلاة فإن صلاته وحده تبطل، ويستخلف أحد المأمومين يؤم الناس ويتم بهم الصلاة وصلاتهم لا تبطل، وهو يذهب ويتوضأ ويكون مأمومًا، وهذا هو قول الشافعية، ولعل الأقرب والأصح دليلًا أن صلاة المأمومين لا تبطل، وقد دلَّ عليه فعل عُمر رضي الله عنه لمَّا جُرح فقدم عبدالرحمن بن عوف ليؤم الناس. وكان التساؤل قد ثار حول المسألة على أثر خروج الإمام علي عبدالرحمن الحذيفي من الصلاة بعد تأكده أنه غير متوضئ، وحول ذلك أوضح الشبيلي أن الشيخ علي الحذيفي حفظه الله تعالى إما أنه رجح لديه ما عليه المذهب الحنبلي، أو أن وضع المسجد النبوي يصعب فيه تقديم أي شخص آخر، أو أنه ما كان يعرف وراءه أحدا مؤهلا لأن يتصدى للصلاة، فهذا من حكمته حفظه الله أنه اتخذ هذا القرار، وشجاعته أيضًا ولم يستحِ في أمر الله تعالى وأتم وضوءه ثم رجع، هذا في الحقيقة جعله مثالا وقدوة للأئمة؛ فبعض الأئمة أحيانًا يقول إني تذكرت أني على غير طهارة واستحيت، وما معه إلا صفٌّ يمكن عشرة أو عشرون ويقول استحيت إني أقطع الصلاة أتممت الصلاة وأنا على غير طهارة سبحان الله الناس يأتمنونه والنبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في الحديث يقول (الإمام ضامن) يعني يضمن صلاة المأمومين وهو مؤتمن على هذه الصلاة فكيف يتم الصلاة على غير طهارة؟! وفي الحقيقة أمور الدين ليس فيها حياء، النبي صلى الله عليه وسلم يقول (إن الله لا يستحي من الحق) لا سيما إذا كان شيئًا يتعلق بحقوق الآخرين وخلفه هؤلاء المأمومون، فبيان هذا الأمر والشجاعة فيه مما يؤجر عليه الإنسان. ويذكر أن رأي الشيخ الشبيلي كان قد ورد في لقاء أجرته معه قناة المجد مع عبر برنامجها «الجواب الكافي» في السابع والعشرين من الشهر المنصرم.