لم أزل أرى أن الأسس التي تبني عليها اللجنة الطبية المكلفة بتقدير تعويضات الأخطاء الطبية قراراتها، تحتاج إلى إعادة النظر فيها لأنها لم تردع يوما ما يقع من أخطاء ولم تقلل من حجمها لأنها عقوبات هزيلة لا تكفي لعلاج الضحية من المضاعفات التي حصلت له لأسابيع أو شهور وربما لأيام!، ولا تعوضه عما فقده من أعضاء، وأن هذه التعويضات الهزيلة أدت إلى استمرار الاستعانة بالمتردية والنطيحة في المجال الطبي بأجور متدنية بدل الاستعانة بالحاذقين من الأطباء ومساعديهم والممرضين لأن ما يتوفر من المال، من الفارق بين رواتب المتردية وبين رواتب الحاذقين يقدر بمئات الآلاف شهريا وجزء يسير من الوفر كاف لدفع ما تحكم به اللجنة الطبية من تعويضات هزيلة مقابل ارش جراح أو نصف أو ربع دية أو حتى دية كاملة لاتزيد عن مائة ألف ريال!، فيما تعوض اللجان الطبية ضحايا الأخطاء في بلاد اليهود والنصارى بملايين الدولارات لأن الهدف هو ردع الأخطاء وتعويض الضحايا مدى الحياة مما فقدوه من أعضاء أو تعويض ورثتهم عن حياة فقيدهم، ولكن جميع ما كتب لم يجد آذانا صاغية فلم تزل اللجنة منذ عشرات السنوات تعمل بالآلية العقيمة نفسها ولذلك قلما يشكو الضحايا أو ذووهم مما أصابهم من أخطاء لمعرفتهم أن النتائج سوف تكون هزيلة جدا وبعد جلسات وجلسات وشهور ودهور وكر وفر وجبل يتمخض عن فأر أو عصفور!، وآخر ما قرأته في هذا المجال ما نشر يوم الاثنين غرة شهر ربيع الأول 1431ه عن قيام تلك اللجنة المحترمة بتعويض مواطنة نسي مقص في بطنها مدة أربعين شهرا إثر إجراء عملية لها، بأربعين ألف ريال أي ألف ريال عن كل شهر أو ثلاثة وثلاثين ريالا عن كل يوم من أيام التسمم والآلام المصاحبة لوجود ذلك الجسم الفولاذي الغريب في بطن المريضة مع تبرئة الطاقم الطبي الهمام الذي أجرى العملية!، فهل رضي أحد من أعضاء اللجنة المحترمين أن يبقى مقص طبي في بطنه شهرا مقابل عشرة آلاف أو حتى عشرين ألف ريال؟ إذا قبل أحد منهم بذلك فأنا شخصيا على استعداد تام لدفع المبلغ له من حسابي بموجب شيك مصدق؟!، وهل يقبل أحد منهم أن يصاب بفشل كلوي تسبب فيه خطأ طبي مقابل مائة ألف ريال أو حتى نصف مليون ريال؟ إذا لم يقبل أحد منهم بذلك فلماذا لا تشتمل قراراتهم إلا على تعويضات هزيلة وهل يرون أن ما يقومون به يمثل العدالة في شيء؟ وإلى متى تستمر هذه المهزلة؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة