تتناول صحف محلية وواجهات الفيس بوك، في بعض نواحيها، قصصا آيلة لأخطاء طبية «مميتة»!! وفي حين أنه من الصعوبة بمكان طرح وصف آخر لهذه الأخطاء على نحو «قاتل» أو أي إشارة تدخل في صفة أفعال العمد أو التعمد الذي لا يليق بإنسان طرحه أو التأكيد عليه، اتهاما لمن لا يفترض فيهم ولا يجدر بهم الاتهام نفسه، إلا أن النتيجة في كلتا الحالتين واحدة، لأن الإنسان الذي كان مريضا يرجى برؤه، قد دخل إليهم يحدوه الأمل، ولكنه فجأة هكذا خرج بغير عمد ولا تعمد منهم جاهزا للانتقال في وقته وحينه من المستشفى إلى رحمة الله!! والواقع أن عبارة «أخطاء مميتة» هي الأكثر اتصالا بالأخطاء الطبية، لأنها تتولد نتيجة إهمال يقترن بغفلة أو عدم انتباه أو ربما غض النظر عن منح المريض حق الرعاية الصحيحة أثناء مروره بأحرج مواقف الحياة والموت. وفي النهاية إذا انتقل المريض إلى رحمة الله، فهم يعتذرون قائلين: الحياة والموت بيد الله وحده، وإذا لم يمت المريض من فوره وحينه مرجئا قصة الوفاة بالإزاحة إلى أجل آخر، فهم لا يعترضون على دفع تعويضات طفيفة بغض النظر عن منحهم المريض حقوق العاهة المستديمة. هذا هو الحال كما عهدناه وهو باق عليه الآن، وجار هكذا بنحوه رؤية وحضورا وبطور نقل الرواية أيضا في أثر الرواية بعد الوقوف عليه تحققا وتحقيقا، وما بعد الآن لا يعلمه إلا الله. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بعمق الأسف واستدامة الغبن كم تبلغ هذه التعويضات في حالتي الوفاة أو النجاة بعاهة مستديمة؟ في الواقع لا يوجد لدينا معيار نتكئ عليه، مع احترامنا المسبق للهيئة الطبية الشرعية .. وخير دليل على ذلك قصة المرأة التي بقي المقص في بطنها لأربعين شهرا. لقد حكموا لها بأربعين ألف ريال فقط لا غير، وغضوا النظر كثيرا عن تعويضات المعاناة عن نفس المدة، ناهيك عن نشوء حالة حساسية طالت جلدها بأثر رجعي، وربما يكون ذلك عن تعاطيها أدوية مهدئة بسبب المقص أو عن المقص نفسه،، فإذا جئنا إلى حالة التليف الجزئي في أمعاء المريضة، فمعنى ذلك أن الخرق يتمدد، وأن الخرق يتسع على الراقع.. عزائي إليك أيها المريض ذكرا وأنثى .. وأما أنت أيها الإنسان الصحيح مواطنا كنت أو أخا عزيزا، فليكن شعارك الحذر .. الحذر، وليكن الحذر خيارك الأول والأخير!! .. فوربك ليس هناك أجمل من نعمة الحياة، لأن الحياة حلوة حلوة.. إنهم لن يمنحوك في حالة الخطأ بإهمال أو غيره تعويضا يليق .. بما لا أستطيع ذكره بتداعيات الخجل متبوعا بحياء إنساني، لا بالإشارة ولا بالتفصيل!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة