فجأة وجدوا أنفسهم يقطعون المسافات مشيا، ربما الظرف لم يكن مناسبا، ولم يخطر لهم على بال بقضاء حاجاتهم سيرا، بعضهم اضطر بعدما يئس من وجود البديل، وآخرون أرادوا اختصار الوقت، لكل منهم حكاية. الخجل من جاري أحمد صالح طويان (45 عاما) قال: الشارع الذي يقع فيه بيتي ضيق جدا، ولا يحتمل وقوف سوى سيارة واحدة، المشكلة أن جاري يأتي من عمله متأخرا ويوقف سيارته خلف سيارتي تماما، ويتعذر خروجي صباحا بسبب أنه أقفل الطريق، لهذا أطرق على بابه فترة طويلة إلى أن يستيقظ وغالبا ما كان يرمي بمفتاح سيارته لأتولى إبعادها. ويضيف الحقيقة طلبت منه أن يوقف سيارته بعيدا، لكنه لا يستمع، ومع ذلك أحرج حينما أيقظ الرجل من نومه، فهو يعمل ليلا ويعود فجرا، لهذا قررت اليوم الذهاب للسوق سيرا بعدما تركت سيارتي. قريبي عطلني الوضع مختلف تماما مع سعيد بركة الله الهذلي (38 عاما) الذي قال: يسكن بجواري قريب لي، وحدث أن جئت البارحة متأخرا بعد حضور مناسبة، ولم أجد موقفا لسيارتي سوى أمام بوابة قريبي، الذي يعرف سيارتي، فقد كررت هذه الفعلة أكثر من مرة، ولم أتوقع أن قريبي سيعطلني بهذا الشكل؟. ففوجئت بأنه أفرغ إطارات سيارتي الأربعة!، لهذا تسبب في إحراجي في التغيب عن عملي في ثول، أي أني لن أعثر على سيارة توصلني إلى هناك، إلا بسعر مرتفع نظرا للمسافة. وخرجت الآن لأبحث عن محل (بنشر) يوافق على المجيء ليصلح الإطارات، أو يجد حلا في تعبئتها بالهواء، عموما لست غاضبا من قريبي، خصوصا أنه حذرني من قبل، لكن لم أتوقع هذا التصرف. المشكلة أنني حاولت مع ثلاثة من عمال محال (البناشر) وجميعهم رفضوا المجيء، وطلبوا حمل إطار السيارة واحدا تلو الآخر إلى محالهم، أي أنني سوف أذهب وأعود للسيارة أربع مرات، وهذا غير معقول، لذا سأحاول شراء منفخة هواء وكفى. الاصطدام بالشاحنة عمر يسلم الياسي (26 عاما) يقول واصفا مشكلته: كنت متفقا منذ البارحة مع صديق بالذهاب إلى مصنع، حيث علمنا أن هناك تقديما لوظيفة حارس أمن، وطلبت من صديقي أن نذهب سويا بسيارته، لأني سوف أعير سيارتي لأخي، واتفقت معه على أن أنتظره على الطريق العام، وذهبت إلى هناك باكرا، وأنتظر صديقي الذي أكد بأنه قادم بعد ساعة، لكنه اتصل ليبلغني أنه تعرض للاصطدام مع شاحنة، لهذا أنا عائد إلى البيت مشيا. عشر دقائق تأخير أما حمدان سعيد المعيوفي (38 عاما) اضطر للسير نتيجة لأنه استيقظ متأخرا، ما جعله يفقد فرصة الذهاب مع زميله للعمل حيث قال: لا أعرف قيادة السيارة، لهذا تبرع أحد زملائي بنقلي يوميا للعمل، شريطة انتظاره في أول الطريق، وما حدث البارحة أني كنت مدعوا في مناسبة، لهذا استيقظت اليوم متأخرا، وتأخرت حوالي عشر دقائق عن موعدي توقعت أن أجد زميلي ينتظرني، وكنت أركض لأصل إلى هنا، لكن أدركت أن زميلي قد رحل، فالخطأ خطئي وعلي أن أتحمل ؟ كثرة أعطالها نتيجة لكثرة أعطال سيارة أمين أحمد الشرعبي فقد باعها، فقد قال: لا يكاد يمر يوم ما لم تشتك سيارتي من عطل مفاجئ، لقد تسببت لي خسائر كبيرة، ففي كل مرة تحتاج إلى قطعة غيار، ظللت أقول لنفسي سوف يكون هذا العطل هو الأخير، لكن الأمر تفاقم ولم أجد حلا سوى بيعها والتخلص منها، وقد فعلت قبل ثلاثة أيام، حيث أضطر هذه الأيام لقضاء احتياجاتي سيرا. لكن الأمر مختلف حينما يقول محمد ناصر وبران (40 عاما): أفضل دائما التوجه نحو السوق أو قضاء ما أحتاجه من لوازم أن يكون سيرا، وخصوصا في المسافات القريبة وحتى البعيدة إذا كانت الأجواء تسمح، بالنسبة لي يتيح لي فرصة للتفكير في أشياء كثيرة ومراجعة أشياء في حياتي، وهذه إحدى فوائد المشي، حيث أنه يتيح فرصة الانفراد مع النفس، لهذا أفضل المشي على استخدام السيارة. إلا أن تيسير غلاب المزندي (26 عاما) يتمنى لو أنه يمتلك سيارة تريحه من المشاوير التي يقطعها مشيا حيث يقول: المسألة مادية، فهي من تعيقني عن امتلاك السيارة، ولو تيسر الأمر لما ترددت من شرائها، بدلا من السير فلقد تعبت بالفعل، والمشكلة الأخرى لا أعرف القيادة السيارة، لهذا تعقدت أموري. بطارية لآخر الشهر ولأن عبد الله فيصل الحربي لم يعثر على أبناء حيه كعادته قال: أعرف تماما العطل الذي تعانيه سيارتي وهو البطارية، حيث أجلت شراء بطارية جديدة، ريثما أستلم المرتب، لهذا أعتمد على شباب الحي في دفع السيارة مسافة ثم أشغلها وأتجه لعملي، لكن اليوم لا أدري أين ذهبوا في الوقت الذي رفض فيه بعض العمال مساعدتي، إلا لو دفعت لهم نقودا، لهذا قررت تركها والسير، لعلي أجد من أعرفه لينقلني للعمل.