الغالبية لا يترددون في اللجوء إلى سياراتهم في أي مشوار حتى وأن كان لا يبعد كثيرا. والسؤال الذي طرح على شريحة عشوائية في جدة: لماذا لا نفكر في الاستغناء عن السيارة في المشاوير القريبة؟. هل هذا يعود للترهل الذي يعيشه بعضنا أو الرغبة في قضاء الأمور بسرعة، ولماذا الإصرار على تحمل الازدحام المروري بالسيارة على السير بضع خطوات مشيا. 66 في المائة قالوا: السبب ليس الزهد في المشي، لكن لطبيعة الأجواء التي لا تسمح بالمشي، فالرطوبة وارتفاع درجة الحرارة والأتربة تعوق الاستغناء عن السيارة حتى في المشاوير القصيرة، ونفت هذه الشريحة أن يكون هناك ترهل في أسلوب الحياة أو كسل. 13 في المائة عارضت تلك الرؤية بقولها: بالفعل الكسل والرغبة في عدم التعرض للتعب مهما كان، كما أن الرغبة في الوصول للهدف من المشوار يرتبط في الأذهان بضرورة السرعة والتي لا تتحقق إلا بالسيارة، لهذا تجد الكثير حالما يصل لا يحاول أن يوقف سيارته بعيدا عن المكان الذي وصل إليه، ويبحث عن موقف مواجه أو أمام المكان مباشرة، لهذا، الارتباك المروري غالبا ما يكون أمام الدوائر الحكومية، وبالذات قريبا من أبوابها؛ نتيجة لتلك الحالة التي يرفض معها الكثير السير خطوات بسيطة على الأقل من باب ممارسة رياضة المشي. 11 في المائة لم تستسغ تلك الرؤية حينما اعترضت: لا توجد مشاوير قريبة يستطيع الإنسان قطعها مشيا، فالتخطيط العمراني ومصالح الناس تقع على مسافة تتطلب الاستعانة بالسيارة في كل الأحوال، أما تلك المصالح التي تقع حولنا وبالقرب منا، فالكثير وبدون أي تفكير تجده يترك السيارة ويتوجه إليها مشيا، ولا صحة أبدا أن الجميع يلجأ للسيارة حتى لو كانت مصلحته تقع على بعد خطوتين، بل العكس هو الصحيح، فجميل أن يبتعد أحدنا عن قيادة السيارة وتوتر الحركة المرورية وازدحام الطرق. 10 في المائة وهي الفئة التي لم تبتعد كثيرا عن رؤية (11 في المائة) السابقة حينما قالت: لا نظن أن هناك من يستخدم سيارته في كل الأحوال، والمسألة لا تتعلق بالمشي أو ثقافة المشي بقدر ما هي مصالح تجبرنا على الركض نحو السيارة لإنجاز تلك المصلحة، بل أنه هناك من يترك سيارته ويستخدم أجرة من أجل ألا يعيش توتر القيادة بسيارته، أو لأنه يعلم مسبقا بالكثافة المرورية هناك وتعذر الحصول على موقف نظرا للازدحام. وأضافت بعض المواقع مثل البلد ربما أضاع أحدنا وقته في البحث عن موقف أكثر مما يفترض، في حين يختصر الكثير تلك المعاناة بإيقاف السيارة واستخدام الأجرة، ومن ثم قطع المسافة مشيا وحسب الموقع الذي يود الوصول إليه.