في لحظة ربما تكون حرجة تجد جميع الأمور تقف ضدك، ففي وقتٍ تركض محاولا تجاوز عامل الوقت، تتعثر كل جهودك بمفاجأة لم تخطر على البال.. أنت في عجلة من أمرك، وهناك موقف ما يضغط عليك في اتجاه معاكس، ولهذا تلهث وتركض غير مبالٍ بشيء، عدا أن تصل في الوقت المحدد، فماذا يكون الحال لو أن أولى المفاجآت هي توقف وتعطل سيارتك في وقت غير ملائم.. ماذا أنت فاعل، وكيف تتصرف؟.. المفارقة غريبة.. دعونا نرى: الرمال الناعمة عبد الله محمد السريحي (48 عاما) قال: حدث ذلك معي العام الماضي، عندما كنت في الساعة الثامنة مساء متجها صوب قرية في الجموم، تلبية لدعوة عشاء صلح بين أقارب لي هناك، وقد اتفقوا على أن أصلح بينهم، ولهذا أقاموا هذا العشاء. والمشكلة أنني خرجت متأخرا أصلا، وكنت في عجلة من أمري، أملا في أن أصل إلى موقع اللقاء قبيل صلاة العشاء. تحركت بسيارتي نحو الموقع، ووصلت إلى الطريق الرملي في طريقي إلى القرية، وقبل أن أصل ببضعة كيلو مترات، توقفت السيارة، نتيجة غوصها في رمال الطريق، رغم أن سيارتي ذات دفع رباعي، وأخذت في إزاحة الرمل عن عجلات السيارة حتى تعبت، وحاولت الاتصال، غير أن الجوال رفض أن يسعفني لعدم وجود شبكة. تركت سيارتي مكانها، وانطلقت ماشيا بين الرمال والصخور إلى أن حل الظلام، وشعر المنتظرون لقدومي بتأخري عنهم، وأخذوا يفتشون عني في كل مكان فوجدوا السيارة، ومنها انطلقوا في البحث عني وسط ذلك الظلام الدامس حتى أصابهم الكلل، إلى أن اهتديت إلى الاستعانة بضوء جهاز الجوال، بعد أن بح صوتي دون أن يسمعوه، وفعلا شاهدوا الضوء، وتحركوا باتجاهي وحملوني معهم إلى بيتهم، وفي الصباح تحركنا لإخراج السيارة! حارس الأمانات وهذا موقف آخر تعرض له سيف عبده الشميري الذي اضطر لتأجيل سفره أكثر من أسبوع، نتيجة تعطل سيارته، حيث يقول: فيما كنت استعد للسفر، بعد أن حملت سيارتي بكل ما أودعه أقربائي وأصدقائي من هدايا طلبوا مني نقلها لأسرهم، فوجئت بتعطل السيارة، وقررت تفريغ حمولتها وسحبها إلى الورشة، وهذا التأخير كبدني كثيرا من المشاكل، بخلاف قيمة إصلاح السيارة، وظللت موزعا بين حراسة أمانات الناس في بيت صديقي وبين متابعة السيارة، إلى أن تم إصلاحها بعد أسبوع والانطلاق للسفر. توضيب المكينة وكان الموقف أكثر صعوبة لدى عبد الرحمن الشهري (48 عاما) الذي يقول: كنت في طريق الساحل عندما توقفت السيارة نتيجة عطل في «المكينة»، هذا العطل أدخلني في عصبية شديدة، خاصة أن أطفالي كانوا معي، وفي نفس الوقت، كنت بعيدا عن أماكن إصلاح السيارات، وقد استغرقت ساعات طوالا لأجد ورشة أصلح فيها سيارتي، ومكثت بجوارها خمسة أيام، قضيتها في شقة مفروشة في وضع سيئ وصعب، لأننا كنا في مكان لا نعرف فيه أحدا، ولا نملك وسيلة نقل، وتوزع وقتي بين الشقة وورشة السيارة، وازداد ضغطي النفسي مع اتصالات الأهل والأصدقاء الذين شعرت أنني أشغلتهم بظروفي. تدابير وقائية وغير بعيد من موقف الشهري، ما حدث مع علي جيلان الجيلاني (52 عاما) الذي سرد ما حدث له بقوله: قبل أسابيع تعرضت لموقف لا يمكن أن أنساه، ففيما كنت أقود سيارتي المحملة ببضاعة ارتفعت حرارتها، وخشية أن تحترق أوقفتها وتفحصتها، ووجدت أن كمية الماء قد نفدت منها تماما، وأن أية محاولة لتشغيلها والسير بها يعني أنني سوف أفقدها، وقررت أن أصلح العطل، فقمت بلف لاصق على خرطوم الماء المعطوب منعا للتسرب، ريثما أصل إلى محل قطع الغيار وأشتري آخر جديدا، وتمكنت من ذلك، وواصلت السير حتى أقرب مكان عثرت فيه على محل لبيع قطع الغيار، حيث أوقفت سيارتي إلى الصباح، واشتريت القطعة، وقمت بإصلاحها بنفسي. كذبة ثقيلة وبعد أن تردد سالم محمود علوان في ذكر الموقف الذي تعرض له، قال: هو موقف محرج كثيرا، ويتعذر علي ذكر تفاصيله، لأنه يعكس حالة سوء تقدير، تمر كثيرا بنا في بعض الأوقات، لكني سأروي ذلك، رغم أنني سأتعرض للوم وعتب أم العيال، والتي لا تدري عن هذا الموقف حتى هذه اللحظة، وأتمنى أن لا تشتري الصحيفة يوم نشر الموضوع (قال ذلك مداعبا)، وأضاف: بعد نهاية دوام الأربعاء الماضي، كنت في طريقي لزيارة والدتي التي تسكن في المدينةالمنورة، وقررت القيام بهذه الزيارة دون أن أعلم زوجتي وأولادي، لأن الفكرة خطرت ببالي لحظة خروجي من الدوام الرسمي، وخشيت إن أنا أبلغت (أم العيال) أن تطلب الذهاب معي هي والأولاد، وسوف تقوم بتجهيز نفسها والأولاد للسفر، وهذا سوف يكون على حساب وقتي، وأنت تعلم أن (الحريم عشان يتجهزوا يحتاجون لساعات وساعات) يضحك، ويقول: وبعدما قطعت مسافة 224 كيلو مترا، تذكرت أنني أسير بسيارتي دون أن يكون معي (إطار احتياطي) والذي تركته عند محل إصلاح الإطارات المجاور لمنزلي منذ يومين، وفي تلك اللحظة التي كنت أحدث نفسي فيها عن الإطار الاحتياطي تعطل الإطار الخلفي، وأوقفت سيارتي وخرجت منها وأنا أضحك، وأقول لنفسي إنني السبب فيما حدث، فقد كذبت على زوجتي وادعيت أنني معزوم عند أحد أصدقائي، وأنني قد أمكث يومين، وزاد قلقي وأنا أرى الساعات تمضي دون أن أجد من يقف لمساعدتي، حتى جاءت التاسعة مساء، توقف لي صاحب شاحنة دلني على حل، وكان حلا سهلا، لكنه لم يخطر لي على بال، نتيجة أن «العقل أحيانا يصلب ويقفل».. قال لي صاحب الشاحنة: يا أخي اتصل على عمليات الدوريات الأمنية، وهم يرسلون لك سيارة السحب وتنتهي المشكلة، عندها ضحكت من كل قلبي، وقلت كيف لم تخطر على بالي هذه الفكرة؟ واتصلت بالدوريات الأمنية، وتمكنت من إصلاح سيارتي، وانطلقت بها صوب المدينة، وقررت أن أشتري إطارا آخر فور وصولي المدينةالمنورة، يصمت ويضحك ويقول: الغريب عندما وصلت بيت والدتي وجدتها قد تحركت قبل ساعتين مع أخي الأصغر لزيارتنا في جدة، وعدت من حيث أتيت. تعطل رياضي لكن الشاب الرياضي محمد إسماعيل العوام (صاحب الميداليات المتعددة في السباحة وكمال الأجسام والجري)، قال: لا أحمل هم تعطل سيارتي في أي وقت، لأنني باختصار إذا تعطلت فلن تتعطل ساقاي عن الجري، سوف أتركها وأبدأ هوايتي المفضلة، وسأعتبر أنني ما زلت في تمرين، لكن الموقف حقيقة حدث معي قبل قليل، فكما تشاهد أنا أقف بجوار السيارة، حيث كنت في طريقي إلى العمل، وأنا أعمل لدى مؤسسة الوقت لديها دقيق للغاية، ولا يحتمل التأخير أيا كان السبب. فقد تعطلت سيارتي وأنا لا أعرف شيئا في مثل هذه المسائل، ولهذا اضطررت للاستعانة بصديق، والذي لم يتردد، حيث سارع إلى نجدتي، وساعدني في سحب السيارة إلى هذا المحل، وسوف انطلق لعملي حالما ينتهي العامل من إصلاح العطل.