أصبحت الهوية البصرية علما واسعا، وليست مجرد نظرية للدراسة، والشعار كما في لغة الإعلام لا بد أن يخطف البصر، حيث تجري الدراسات الميدانية حول ما إذا كان الشعار ينطبع أو يدوم انطباعه في ذهن المتلقي عن المنتج أم لا، نظرا لكونه كالعلامة المسجلة، ويرتبط باسم الشركة أو المؤسسة التي تحمله. والشعار ببساطة، عبارة عن فكرة، نصيغها في شكل معين، بالألوان، والخطوط.. وحول الألوان، فإن نشاط الشركة أو المؤسسة هو الذي يقود المصمم إلى اختيار الألوان الملائمة له، وتوظيفها حسب دلالات كل لون، وأبرز شعار مشهور تجتمع فيه خمسة ألوان، هو شعار الأولمبياد الدولي، حيث يضم خمس دوائر ملونة ومتداخلة ومترابطة مع بعضها البعض، فيمثل الأزرق أوروبا، والأسود أفريقيا، والأحمر الأمريكتين، والأصفر آسيا، والأخضر استراليا. وتأثير الألوان على الشعار غاية في الأهمية، ومفتاح التعامل المهني مع الشعار، هو القدرة على حسن الاختيار للعناصر اللونية المكونة له، وتوظيفها بما يكفل إحداث التأثير الفسيولوجي المستهدف في ذهن المتلقي، والألون تتباين في درجاتها وتعددها، وفي تأثيراتها ودلالاتها، وكثافتها وتناغمها، فالألوان الدافئة (الأحمر والأصفر)، تختلف في دلالتها وتأثيرها عن الألوان الباردة (الأزرق والأرجواني)، ويمكن للمصمم تغيير مدلول أي لون بمزجه بلون آخر. وهناك نسق عام يحكم توظيف اللون في الشعار، حسب نشاطات العميل أو الشركة، فمثلا النشاط الذي يتعلق بالحركة والرؤية البصرية، مثل شركات الإنتاج السينمائي، تكون ألوان الشعار فاتحة ومتناسقة ومتدرجة، وأي نشاط نسائي كجمعية نسائية، يجب أن يحتوي الشعار على ألوان تعشقها المرأة كالبنفسجي والزهري والبرتقالي، والنشاط الغذائي والزراعي من الملائم أن يتضمن الشعار اللونين الأخضر والأزرق بدرجاتهما، لكونها ترمز إلى الماء والزرع والتربة. إن الألوان لغة سهلة يفهمها الجميع، والكون من حولنا بما يحويه من ألوان بديعة، هو ما نستقي منه مكونا أساسيا من مكونات الشعارات الفنية، التي نحاكي بها الطبيعة.