لا يكاد مستخدم للإنترنت أعياه البحث عن المعلومة، فقصد «جوجل» وأبناء عمومته وأدخل كلمات لا تشترط الارتباط فيما بينها، إلا وكان خيطه الأول يقوده إلى «ويكيبيديا» أو «ويكي» كما يحلو للمتصفحين «تدليعه»، أول موسوعة حرة على شبكة الإنترنت تتحدث بأكثر من 260 لغة بمعدل زيارة شهري يتجاوز 65 مليون زائر. الثورة التي أحدثها موقع «ويكيبيديا» لا يمكن اختزالها بسرعة الحصول على المعلومة وتوفر مراجعها على الإنترنت، وإنما في صياغتها لمفهوم تطوعي جديد مفتوح للجميع تحت مسمى «صنع المعرفة والإعلام» وخرقها لاحتكار المؤسسات الكبرى في صناعة المضمون المعرفي في أحداث العالم. منذ نشأة «ويكيبيديا» عام 2001، كان هناك تأكيد على كونها «موسوعة حرة» تشمل الحرية في الاطلاع على المواد وتعديلها والإضافة عليها، كذلك حق الاعتراض عليها بغض النظر عن مؤهلات المشارك وخلفياته الدينية أو العرقية أو الثقافية، فحيز المعلومة متاح للجميع والناس هم من يصنعون المحتوى، وهم أيضا من يمارسون التعديل، فكل ما يتطلبه الأمر ضغطة زر على وصلة «عدل هذه الصفحة» وفقا للشروط التي وضعها الموقع، ومن هنا نشأ خلط عند بعض المتابعين في عدم استيعاب مفهوم الموسوعة الحرة، فليس شرطا أن كل ما تم تدوينه دقيق ومؤكد والعكس صحيح، إذ تم تسجيل حالات متعددة لممارسات غير أخلاقية شوهت «حيادية» بعض الصفحات نتيجة التعصب للدين أو للمذهب، الأمر الذي دفع المراقبين إلى وصف الموقع بتحول أوجه القوة فيه إلى أوجه ضعف، فلا يمكن للأفراد بشكل عام أن يرقوا إلى مستوى طرح الموضوعات المتخصصة بشكل موثق، ولذلك أصبحت غالبية الجهات التي تطلب من منسوبيها بحوثا مثل الجامعات والمعاهد تمنع استخدام موقع «ويكيبيديا» كمصدر علمي للبحوث، ومن ضبط معتمدا عليه يكافأ بإلغاء بحثه... وهنا يكمن الخلط. الخدمة العربية في الموقع قائمة منذ عام 2003 ولم تزل في مرحلة بناء المحتويات، مع تركيزهم على المساهمين لبناء مضمون محايد، بعد الوقوع في حالات غاب عنها الحياد العلمي، وذلك في موافقة الموقع على بناء صفحتين للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه الأولى بمضمون سني والثانية بمضمون شيعي، وكذا الحال في صياغة الأحداث التاريخية التي تؤكد على عدم استيعاب الفكرة السامية للموقع الذي يقدم «بذرة» للمعلومة وليس الثمرة المكتملة... وعلى الرغم من خطوات التصحيح الذاتي في الموقع الرئيس خلال خمس دقائق من نشر المعلومة، إلا أن الحقيقة التي يجب فهمها أنه مرجع معرفي وليس علميا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة