للناس حق أن تكون هذه المساحة مكانا للحديث عن همومهم وحاجاتهم ومشكلاتهم، ومن حقهم أيضا أن ترفع هذه المساحة القبعة للتجارب المميزة والإصلاحية التي تسهم في الرقي بالوطن. قبل أيام شهدت الرياض المعرض الدولي للتعليم العالي وسط مشاركة 300 جامعة وأكاديمية التأمت في العاصمة بعد أن جمعت خبراتها على امتداد الكرة الأرضية، من اليابان إلى أمريكا، ووضعتها على طاولة المعرض. ربع مليون إنسان بحسب إحصاءات وزارة التعليم العالي، دلفوا إلى عمق التجمع وتصفحوا الخبرات العالمية، شبان وشابات تسابقوا إلى موارد المعرفة التي أتت إليهم بدل أن يسافروا إلى الجهات الأربع لملاحقتها. المتأمل في المعرض يقرأ إصرارا من قبل صناع القرار ومنفذيه في وزارة التعليم العالي بأن تسير حركة الابتعاث مع افتتاح جامعات جديدة والاستفادة من الخبرات العالمية في خطين متوازيين وصولا إلى مجتمع يصدر المعرفة مستقبلا بعد أن كان يستوردها. وأرى أن السعي الدؤوب إلى التجارب المهمة سيبني قاعدة صلبة ننطلق منها إلى صنع تجربة سعودية بهوية خاصة بعد أن ننهي مرحلة المحاكاة إلى التفرد والتميز ليكون للجامعات السعودية مستقبلا مواقع في معارض مشابهة لتستفيد منها نظيراتها في العالم. إن بلادنا اليوم تعيش في عهد مختلف بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي مكن وزارة التعليم العالي من بث أذرعتها التوعوية إلى المحافظات والقرى بجامعات وكليات ستستهم في رفع مستوى الوعي والارتقاء بالمجتمع لنقف عند طفرة معرفية موازية لأخرى مادية وننحر النظرية التي أتفق معها بأن مشكلات مجتمعنا الحالية انطلقت من طفرتنا المادية الأولية والتي لم تساند بأخرى معرفية تهيئ المجتمع لوضعه الجديد في ذلك الوقت. وخوفا من أي إخفاق فإن المسؤولين في الوزارة مطالبون بالوقوف ميدانيا على كل جامعة أبرمت اتفاقا ومذكرة مع الجامعات العالمية ليسألوا ويعرفوا ما الذي نفذ منها وما هي الفائدة التي عادت على المؤسسة الأكاديمية والمجتمع، ومساءلة الجامعات التي أتى المعرض ورحل وهي تتفرج دون أن تبرم اتفاقا أو مذكرة أو حتى تسأل ما الجديد. أخيرا .. وبعيدا عن لغة التشاؤم تلوح في الأفق ملامح عهد معرفي جديد بتكامل مشاريع وزارتي التعليم العالي وحزمة برامجها الجديدة، والتربية والتعليم ببرنامج خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم، ومؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والأبداع (موهبة)، بالاستراتيجية الوطنية للموهبة والأبداع ودعم الابتكار، وهو ما سيفضي إلى التحول إلى مجتمع المعرفة، والاعتماد على اقتصادات المعرفة. إن كنا نتحدث عن مشكلات التعليم العالي وقضايا المبتعثين والجامعات الداخلية فإنه من الإنصاف التطرق إلى نجاح تجارب الوزارة الأخيرة، بقيادة الوزير الأستاذ الدكتور خالد العنقري، ونائبه الدكتور علي العطية، ووكيل الوزارة الدكتور عبد الله الموسى والمستشار الدكتور محمد الحيزان، ومدير برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الدكتور ماجد الحربي، وكل من سعى إلى إطلاق المعرض. شكرا لكم جميعا باسم الوطن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 261 مسافة ثم الرسالة