يخطط الأطباء الخليجيون مساء اليوم في جدة للخروج بتوصيات طبية تمكن المجتمعات الخليجية من وقف زحف مرض السكري، الذي بات يشكل تحديا كبيرا للأطباء، والقطاعات الصحية. ويشهد الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي افتتاح أنشطة المؤتمر العالمي الثالث للمجموعة الخليجية لدراسة السكري، تحت شعار «داء السكري: حان الوقت للعمل»، وتنظمه الشؤون الصحية في الحرس الوطني بالتعاون مع جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، والمكتب التنفيذي لوزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي، والجمعية السعودية لطب الأطفال. أبحاث علمية المدير العام التنفيذي للشؤون الصحية في الحرس الوطني مدير جامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية الدكتور بندر بن عبد المحسن القناوي، يشدد على أهمية دعم الأبحاث العلمية المقدمة من الأطباء والاستشاريين السعوديين المتخصصين في مجال مرض السكري بنوعيه الأول والثاني، وبكل الاطروحات العلمية الهادفة إلى علاج هذا الوباء الخطير، الذي استشرى وانتشر بدرجة مخيفة بين الكبار والصغار من الجنسين على حد سواء. ويوضح «أن اللجان المنظمة والعلمية للملتقى تلقت أكثر من ثمانين ورقة عمل مقدمة من الأطباء والاساتذة المشاركين من الجامعات السعودية والخليجية والدولية، حيث تناقش الأوراق الأوضاع الحالية والمستقبلية لمرض السكر في العالم، وفي دول الخليج تحديدا، إضافة إلى ورش العمل التدريبية الساعية إلى تدريب الأطباء والمتخصصين السعوديين والخليجيين وغيرهم من العاملين في مجال الطبي والتوعوي لمكافحة وباء السكري في مستشفياتنا ومراكزنا الطبية المختلفة في المنطقة، بما يكفل لهم الاستفادة العلمية والعملية في حياتهم، ومن ثم ايصال هذه الفائدة للمجتمع بأسره». ويشير القناوي إلى أن مشكلة داء السكري تعد من أهم المشكلات الصحية العامة عالميا، وعلى المستوى الخليجي، بل والمستوى الوطني في آن واحد، ويعتبر أحد أهم الأمراض المزمنة التي تواجه النظم الصحية، وتعتبر من أولويات التخطيط الصحي للمرحلة الحالية والمقبلة خليجيا وإقليميا ودوليا». استنزاف الميزانية ويرى المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور توفيق بن أحمد خوجة «أن الداء السكري من الأمراض ذات الانتشار الواسع على مستوى دول العالم، حيث بلغت نسبة انتشاره ما يقارب ال 5 في المائة من إجمالي سكان العالم، وتزداد هذه النسبة كثيرا في بعض الدول، خصوصا التي مرت بقفزة حضارية كدول مجلس التعاون»، لافتا إلى أن الداء من الأمراض المزمنة التي ينتج عنها مضاعفات بنسب عالية وكبيرة ترهق الخدمات الصحية، كما أنه من الأمراض ذات الارتباط الوثيق بعوامل خطورته والمتمثلة في السمنة، وقلة النشاط البدني، وزيادة السعرات الحرارية المستهلكة من قبل الفرد، كما أن العامل الوراثي يؤدي دورا أساسيا، خصوصا في المجتمع الخليجي». ويؤكد خوجة «أن داء السكري أرهق ميزانية الخدمات الصحية في دول الخليج، حيث أخذ حيزا لا يستهان به من الخدمات التي تقدمها المستشفيات، ففي دراسة حديثة أجريت في مدينة الرياض اتضح أن 32 في المائة من المرضى المنومين في المستشفيات مصابون بالسكري، وقد أدخلوا إلى المستشفيات إما لأسباب تخص السكري، أو لمشكلات صحية ذات علاقة به. كما أن معدلات مضاعفات السكري ومن خلال الدراسات المبدئية تؤكد تفاقم المشكلة». ويعتبر خوجة أنه «في حالة عدم اتخاذ الإجراءات الحاسمة لمكافحة هذا الوباء على المستوى العالمي، فإن أكثر من 333 مليون أو (6.3 في المائة) من السكان على مستوى العالم سيصابون بهذا المرض في حلول عام 2025م، وكل ذلك سيؤدي إلى العبء الكبير على تكاليف الرعاية الصحية، حيث وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية، سيكون عدد المصابين بالمرض بنحو 370 مليون في حلول عام 2030م، مما يكلف ما بين 213 396 بليون دولار في حلول عام 2025م مما سيلتهم نحو 40 في المائة من الميزانيات الصحية للدول». خطوات وقائية ويلحظ رئيس قسم سكر وغدد الأطفال في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني في جدة، رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الخليجي العالمي للسكر عبد العزيز بن عبد الله التويم «أن نسب الإصابة بمرض السكر في دول الخليج العربي شهدت ارتفاعا مضطردا، وأصبحت تتراوح بين 14 25 في المائة من إجمالي عدد السكان»، لافتا إلى «أن الإصابة بالمرض في منطقة الخليج تظهر في أعمار صغيرة نسبيا مقارنة بباقي دول العالم بسبب السمنة وقلة الحركة وانتقال هذه المجتمعات إلى حياة التمدن، حيث أن مريض السكري يصاب أيضا بمتلازمة السكري (سمنة، ضغط، وزيادة في الكوليسترول في الدم). ويتوقع التويم أن تنفق دولة الإمارات لوحدها في هذا العام 10 مليارات درهم لعلاج السكري ومضاعفاته، فيما من المتوقع أن تفوق نفقات المملكة في عام 2010م 50 مليار ريال لنفس الهدف. وعدد التويم أهم الخطوات الوقائية التي تسهم في تقليل نسبة الإصابة بالسكري منها، أولا: مكافحة السمنة في جميع الوسائل الممكنة، حيث أثبتت الدراسات أن كل كيلو جرام واحد زيادة عن الوزن المثالي للإنسان يقابله 5 في المائة زيادة في احتمال إصابة ذلك الشخص بالنوع الثاني من مرض السكر، كما أثبتت الدراسات أيضاً أن أكثرمن 80 في المائة من المصابين بالنوع الثاني من السكر يعانون من السمنة، ثانيا: ممارسة الرياضة البسيطة يومياً مثل المشي المنتظم لمدة لا تقل عن نصف ساعة في كل يوم يساعد على تخفيف الوزن، وتقليل نسبة الإصابة بالسكري، لأن من لا يمارس الرياضة يصبح لديه فرصة للإصابة بالسكري بمعدل 30 مرة أكثر من الشخص الممارس للرياضة، ثالثا: تنظيم الأكل والابتعاد عن الأكلات الدسمة، خصوصا في الأوقات المتأخرة من الليل، وضرورة تناول الخضراوات والسلطات قبل أكل الوجبات الرئيسية، نظرا لاحتواء الخضراوات على سعرات حرارية أقل، كذلك الابتعاد عن المشروبات الغازية بكافة أنواعها. ويوصي التويم بضرورة زيادة حصص التربية الرياضية في المدارس للإقلال من نسبة السمنة لدى الأطفال، التي زادت بدرجة مقلقة في السنوات الأخيرة، «إضافة إلى ضرورة سن قانون حكومي في كافة دول الخليج العربي لمنع الإعلان عن الوجبات السريعة والمشروبات الغازية بكافة أنواعها في مختلف وسائل الإعلام، حيث أثبتت هذه التجربة نجاحها في التقليل من نسبة السمنة لدى الأطفال عند تطبيق هذا النظام في ماليزيا قبل عدة سنوات».