يناقش المؤتمر العالمي الثالث للمجموعة الخليجية لدراسة السكري في التاسع من فبراير (شباط) المقبل التحديات التي تواجه الدول الخليجية نتيجة داء السكري، لا سيما زيادة انتشار هذا المرض في شكل متسارع بين الأطفال. ويهدف المؤتمر الذي دعت إليه الشؤون الصحية في الحرس الوطني في جدة وجامعة الملك سعود بن عبد العزيز والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول الخليج العربي إلى المشاركة الإيجابية في الوقاية ومكافحة داء السكري، وتقليل مضاعفاته المزمنة من خلال التواصل الفاعل مع الخبرات العالمية والخليجية. وأوضح ل«عكاظ» رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر رئيس قسم سكر وغدد الأطفال في مدينة الملك عبد العزيز للحرس الوطني في جدة الدكتور عبد العزيز التويم «أن أهم أسباب انتشار السكري في الخليج وتحديدا المملكة يرجع إلى الزيادة المطردة في أعداد السكان، وزيادة متوسطة الأعمار عما كان من قبل، وتغير أسلوب الحياة المعاصرة إلى التمدن وما صاحب ذلك من سمنة وقلة الحركة والتغير البيئي في أنواع الأطعمة»، لافتا إلى أن حالات السكري بنوعيه الأول والثاني قد زادت بنسبة مقلقة في الأطفال والبالغين، حيث إن نسبة الزيادة لدى الأطفال تعادل ثلاثة في المائة سنويا أكثر من السابق. وقال التويم: إن مرض السكر من الأمراض المزمنة المنتشرة التي تصيب كثيرا من الناس، فهناك أكثر من 240 مليون مصاب في العالم حاليا، ويتوقع زيادة عددهم إلى 380 مليون مصاب بحلول عام 2025م، ويعيش 80 في المائة منهم في الدول النامية أو ما يسمى بدول العالم الثالث، أما عن نسبة انتشار مرض السكري في المملكة فتبلغ 24 في المائة من عدد السكان، حسب الإحصائيات الحديثة عن هذا المرض. وشدد التويم على ضرورة ممارسة الرياضة؛ لأنها الوسيلة التي تحافظ على الجسم من زيادة الوزن بما يتوافق مع الطول، لا سيما أن عدم الحركة ونمط التغذية ساهما في الإصابة بالأمراض التي قد تقود بدورها للإصابة بالداء الحلو. الوجبات السريعة وفي السياق نفسه، حذر رئيس اللجنة العلمية المخصصة لأبحاث سكري الأطفال في المؤتمرالخليجي العالمي الثالث للسكري استشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري في كلية الطب في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور عبدالمعين الآغا «الأباء والأمهات في المملكة ومجتمعات دول الخليج العربي من التساهل مع أطفالهم في الإفراط في تناول الوجبات الغذائية السريعة التي تحتوي على كميات غير محدودة من الدهون والسعرات الحرارية مما يؤدي إلى زيادة أوزانهم، ومن ثم إلى السمنة وهذا حتما سيعرضهم لمخاطر الإصابة بمرض السكري. وأبرز الآغا في دراسة علمية أجراها عن (الغدد الصماء والأطفال)، أهمية الغدد الصماء في جسم الإنسان وما تفرزه من هرمونات خاصة بتنظيم وظائف الأعضاء وتميزها بصغر حجمها وكبر عملها. الغدد الصماء وأفاد الآغا أن الغدد الصماء تتمثل في مجموعة من الغدد منها: أولا: الغدة النخامية التي تسيطر على نشاط جميع الغدد في الجسم لوقوعها في وسط الدماغ وهي تفرز هرمون النمو الذي له دور كبير في نمو الأطفال، وهي تفرز هذا الهرمون على شكل نبضات تكثر مساء أثناء النوم وتقل في النهار، لذلك ننصح بالنوم المبكر للأطفال لضمان نموهم بشكل صحيح. ثانيا: الغدة الدرقية التي تقع في العنق، ولها دور كبير في جميع التفاعلات الحيوية للجسم، وهي المسؤولة عن النشاط والحيوية، كذلك عن تنظيم الشهية والوزن عند الطفل، وهي قابلة للخلل في أدائها إما بالكسل في وظائفها وإما بزيادة إفرازاتها. واعتبر «أن الكسل في عمل الغدة الدرقية هو الأكثر شيوعا، وتتلخص أعراضه في المصاب بالسمنة وتضخم الغدة نفسها، إضافة إلى قلة النشاط والخمول، وعدم إنتظام الدورة الشهرية لدى الفتيات. ثالثا: الغدة الجار درقية؛ وهي عبارة عن أربع غدد مسؤولة عن تنظيم مستوى الكالسيوم في الدم، وضعف أدائها يؤدي حتماً إلى نقص حاد في الكالسيوم مما يساعد على الإصابة بتشنجات عصبية وتقلصات حادة في العضلات. رابعا: الغدة الكظرية أو الفوق كلوية؛ وهي تفرز هرمون الكورتيزون أو ما يسمى بهرمون الحياة الذي يحافظ على مستوى ضغط الدم في الجسم، ونقص الهرمون يؤدي إلى هبوط الضغط والدورة الدموية، ويؤدي تاليا إلى الوفاة. هرمون الإنسولين وأشار الآغا إلى أن غدة البنكرياس تعتبر من أهم الغدد، نظرا لكونها تفرز العديد من الهرمونات والإنزيمات، ومن أهمها هرمون الإنسولين، الذي يؤدي نقصه إلى الإصابة بمرض السكري المنتشر في كثير من المجتمعات العربية والأجنبية.. وهذا المرض ينقسم إلى عدة أنواع أهمها: النوع الأول يحدث نتيجة لتحطم خلايا «بيتا» بواسطة الجهاز المناعي، فيما يحدث النوع الثاني بسبب ضعف عمل البنكرياس بسبب البدانة أو كبر السن، وأخيرا الغدد التناسلية، ومن أهمها الخصيتان عند الذكور والمبيضان عند الإناث، مؤكدا «أن حدوث أي زيادة في إفرازات هذه الغدد يؤدي إلى حدوث البلوغ المبكر لدى البنين أو البنات، مما يتسبب في حدوث توتر جسدي ونفسي للأطفال قد يؤثر على مستقبلهم إذا لم يعرضهم أولياء أمورهم على الأطباء المتخصصين في الغدد الصماء، كما أن معظم عمل الغدد الصماء مرتبط بشكل كبير بصحة الطفل، مما يعني أن أي خلل في عملها يؤثر تأثيرا مباشرا على صحتهم في الحاضر والمستقبل».