تحشد دول العالم اليوم طاقاتها لتعزيز المواجهة ضد مرض السكري الذي بات يشكل خطورة بالغة، حيث يؤثر حاليا على 246 مليون شخص في العالم، وتتوقع الدراسات أن تزداد النسبة إلى 380 مليون بحلول عام 2025م. وفيما العالم يرفع اليوم شعار «الوقاية والتثقيف لداء السكري»، بات المرض يعد رابع سبب لوفاة المرضى في العالم، وأن 50 في المائة على الأقل من جميع المصابين غير مدركين لحالتهم، وما يصل إلى 80 في المائة من داء السكري من النوع الثاني، ما يعني أنه بالإمكان الوقاية منه عن طريق اعتماد واتباع نظام غذائي صحي وزيادة النشاط البدني.وقد وصلت نسبة الإصابة بالمرض في المملكة إلى 24 في المائة من السكان ممن هم فوق سن ال 30 عاما. إجراءات عاجلة ووصف المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة داء السكري بأنه من الأمراض ذات الانتشار الواسع على مستوى دول العالم، مبينا أن منظمة الصحة العالمية صنفت داء السكري من الأمراض التي بلغت حد الخطورة، ودعت الدول الأعضاء إلى اتخاذ الإجراءات العاجلة للحد من انتشاره، وذلك عبر البدء ببرامج المكافحة الأولية للمرض والثانوية لمضاعفاته الحادة والمزمنة. وأشار خوجة إلى أن إحصائية الاتحاد الدولي للسكري وضعت خمسا من دول مجلس التعاون وهي: (الإمارات، المملكة، البحرين، الكويت، وسلطنة عمان) في مقدمة أعلى عشر دول انتشارا للمرض عام 2007م، وقدرت ارتفاع معدلات الإصابة بها واستمرار وجودها ضمن هذه الإحصائية المحايدة حتى عام 2025م. خفض الوفيات وأبدى خوجة حرص مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون على التصدي لهذا الداء، حيث وقع وزراء الصحة في دول المجلس خلال مؤتمرهم ال 63 على «الإعلان المشترك حول الداء السكري»، واعتماده كالتزام لتحسين الصحة العمومية والتصدي لمشكلة الداء السكري. وتضمنت نقاط الإعلان: وضع التصدي لمشكلة الداء السكري على قمة أولويات القضايا الصحية، مما يتطلب دعما سياسيا فاعلا وموارد بشرية ومادية كافية كضرورة أساسية لدول المجلس للبدء في وضع وتطبيق السياسات والخطط والبرامج اللازمة لذلك، والالتزام باتخاذ الإجراءات المناسبة التي تساعد على التقليل من عبء المرض بتحقيق الأهداف العالمية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة الأمراض غير المعدية وفي مقدمتها داء السكري والعمل على خفض معدل الوفيات سنويا بنسبة 2 في المائة وفق الاتجاهات المتوقعة خلال السنوات العشر المقبلة، وإعداد وتطبيق الاستراتيجيات الوطنية الهادفة إلى خفض عوامل الاختطار القابلة للتعديل، مثال ذلك تناول الغذاء غير الصحي، قلة النشاط البدني وتعاطي التبغ، ومن خلال تطبيق مفاهيم تعزيز الصحة والرعاية المجتمعية، والعمل على دعم البحوث الوبائية للسكري واقتصادياته وعوامل الخطورة المرتبطة به وعبء المرض، وتكامل معالجة ورعاية مرضى الداء السكري ضمن أنشطة الرعاية الصحية الأولية، ومن خلال تطبيق الاستراتيجيات الوطنية، ورفع الوعي حول عوامل الاختصار القابلة للتعديل التي تعد السبب الجذري للأمراض المزمنة الشائعة وفي مقدمتها داء السكري، والعمل على إنشاء مجلس وطني أعلى لمكافحة الداء السكري يضم مسؤولين ذوي صلاحية في اتخاذ القرار من كافة المعنيين، والتأكيد على أن مكافحة الداء مهمة وطنية مشتركة تقع مسؤوليتها على المؤسسات الحكومية والمجتمعية، واستخدام وثيقة منظمة الصحة العالمية «الوقاية من الأمراض المزمنة .. استثمار حيوي» كإطار عام لتطبيق الاستراتيجيات الوطنية للمكافحة والوقاية من الداء السكري، وتفعيل «الاستراتيجية العالمية للنظام الغذائي والنشاط البدني والصحة» والعمل على وضعها موضع التنفيذ. وأبرز خوجة الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارات الصحة في دول مجلس التعاون خلال الآونة الأخيرة لتفعيل بنود هذا الإعلان، والعمل على تنفيذ الخطة الخليجية لمكافحة المرض. قلة الحركة استشاري ورئيس قسم أمراض الغدد وسكري الأطفال في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الحرس الوطني في جدة الدكتور عبد العزيز التويم رأى «أن الزيادة في انتشار داء السكري ترجع إلى الزيادة المطردة في أعداد السكان، وزيادة متوسط الأعمار عن السابق، وتغير أسلوب الحياة المعاصرة إلى التمدن، وما صاحب ذلك من السمنة، وقلة الحركة، والتغير البيئي في أنواع الأطعمة»، مؤكدا أن الأسباب الرئيسية وراء انتشار ظاهرة السمنة هي «كثرة الأكل، وقلة النشاط بسبب الجلوس الطويل أمام التلفاز والكمبيوتر، وعدم ممارسة الرياضة، كما أن انتشار ظاهرة استهلاك الوجبات السريعة والدسمة والمشروبات الغازية التي تحوي نسبة كبيرة من السكر أدت إلى زيادة نسبة الذين يعانون من البدانة، أما العامل الوراثي وأمراض الهرمونات فلا تشكل سوى 1 في المائة من أسباب السمنة في المجتمعات العربية».