مساع حثيثة تبذلها الإدارة الأمريكية باتجاه الرضوخ للضغوط الإسرائيلية التي تطالب واشنطن بالتعهد بدفن تقرير جولدستون الشاهد على محرقة غزة في الجمعية العامة ومنع وصوله إلى مجلس الأمن الدولي. الأنباء الواردة من مقر الأممالمتحده أكدت أن الحكومة الإسرائيلية تعهدت في الرد الذي قدمته للأمين العام بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة وذات مصداقية حول حملة «الرصاص المصبوب» في حربها على غزة قبل عام. غير أن مصادر العاصمة الأمريكيةواشنطن كشفت بداية هذا الأسبوع عن سلسلة مشاورات أجريت بين إسرائيل والولاياتالمتحدة حول كيفية مواجهة التقرير، مشيرة إلى أن الولاياتالمتحدة طلبت من حكومة الاحتلال بتشكيل لجنة تحقيق وهمية حول الحرب، وتخفيف الحصار عن القطاع ليتسنى لها مساعدتها في طمس معالم العدوان، وأشارت المصادر إلى أن الولاياتالمتحدة لن تتوانى عن استخدام حق النقض الفيتو في حال فشلت جهودها في دفن تقرير جولدستون في الجمعية العامة. وتضمن الرد الإسرائيلي على تقرير جولدستون 52 صفحة، ويشمل تفصيلات حول التحقيقات المزعومة التي أجراها الجيش الإسرائيلي، ومحاولات لدحض الاتهامات التي وردت في التقرير. وأعربت الخارجية الإسرائيلية أمس عن ارتياحها من التقرير الذي رفعه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وقالت في بيان لها إن إسرائيل تعرب عن ارتياحها من حقيقة أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بخصوص تطبيق توصيات تقرير جولدستون، عكس صدقية ما جاء في الرد الإسرائيلي إلى الأممالمتحدة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، قال في تقريره إن إسرائيل ردت على كافة الاتهامات الموجهة ضدها، ولكنه لا يستطيع تحديد ما إذا كانت إسرائيل والجانب الفلسطيني التزما بمطلب الأممالمتحدة لجهة إجراء تحقيق مستقل وذي صدقية حول الحرب في قطاع غزة خلال الشتاء الماضي، وأضاف أنه دعا مرارا الجانبين إلى القيام بتحقيقات ذات صدقية حول كيفية خوض النزاع في غزة. ودافعت إسرائيل في تقريرها عما أسمته «استقلال وحياد» النظام القضائي الإسرائيلي، مدعية أن جيشها التزم القانون الدولي خلال عملية «الرصاص المصبوب» التي شنها على قطاع غزة.