(خلك رجال) كلمة تتردد على أسماعنا منذ الصغر دون أن نعي معناها أو يساعدنا أحد على فهم هذا المصطلح ومعرفة مقتضيات هذه الرجولة. (خلك رجال) عبارة مبهمة نرددها نحن أيضا على مسامع أبنائنا الذكور دون توضيح فقط (خلك رجال). عندما يتألم الطفل وتخنقه العبرة نوقف مشاعره ب (خلك رجال). عندما يكون حركيا ويقفز هنا وهناك ويتشاقى نشل حركته ب أركد (وخلك رجال). عندما نلقي عليه مسؤولية أكبر من قدرته ويخشاها نحذره بما اعتدنا عليه ب (كن رجال) وبطبيعة الحال ترتبط لديه كلمة (خلك رجال) بدون أي تفاصيل بالكبت ( كبت الألم والظلم والحلم والخوف) (كبت x كبت) ينتج مشاعر متأججة على وشك الانفجار.. يكبر صغيرنا وعباراتنا تكبر معه وتلتصق بعقله فيحاول أن يكون رجلا يفرغ مشاعره المكبوتة بطريقة مغلوطة داخل مجتمعه فيمنعه الخوف من ردة الفعل وفقد الصداقات ولا يجد ملاذا إلا في أسرته فتقف أمامه مواعظ الابن البار فيخضع لها ليس برا بل خوف من غضب المجتمع ووصفه بالعقوق لأننا لم نزرع فيه أصول البر والمودة فلا يجد طريقة سوى أن يمتلك زمام أمور أخواته كونه رجلا فيجد مساحة من حرية التفريغ والتعامل معهن بقسوة لكنها سرعان ما تسيج بحنان الأبوين. وتأتي الأقدار فيكمل نصف دينه وهو يجاهد ليطبق عبارة (خلك رجال) أو بمفهومه ( اضرب – اقهر – كن عنيفا) ومن حسن حظ الزوجة أنها هي من سيطبق عليها مفهومه فيجد هتافات الإشادة له من المجتمع المحيط به ويحيونه على هذه الرجولة الفذة وأنه حق من حقوق الرجل على الزوجة لا يخالفه إلا قلة فلا يأبه لهم فتبدأ معاناة الزوجة حتى في إبداء رأيها أو مناقشته عن أسباب الظلم والقهر التي تعرضت له ولا تدري أنه يعتبر هذا من متطلبات تربيته (خلك رجال) فهو لم يعرف معنى آخر للرجولة.. لأن الطفل الذي كان !! قرر أن يطبق كلمة (خلك رجال) دون فهم المعنى الحقيقي للرجولة الذي يعني الأمان والحماية للمرأة.. ولكن يجب أن نعترف أن هؤلاء فئة موجودة وبنسبة كبيرة، وللتأكد فإن الزوجات يتصدرن قائمة المتعرضات للعنف الأسرى (نفسيا وجسديا). مطلق الشبيشيري