يعتقد معظم الرجال أن الضعف أمام المرأة يتنافى مع الرجولة، وأن القوة هي المطلب الأوحد ليبقى الرجل "رجلا" في أعين المرأة والآخرين، كما تعتقد بعض النساء أنها تفقد أنوثتها إن لم تكن جميلة، أو إن كانت تتسم بشيء من البراءة والطفولة، فيما يؤكد الطب النفسي أن مفهومي الرجولة والأنوثة تحوم حولهما الكثير من المفاهيم الخاطئة التي تفقدهما قيمتهما. عن مدى فهم المرأة لمعنى الأنوثة، تقول وفاء آل عبد الهادي، وهي متزوجة إنها تعتقد أن الأنوثة هي أن تكون المرأة متسمة بصفات الأنثى من رقة وعطف وحنان وتسامح وود وجمال دون تزييف أو مبالغة، مشيرة إلى أن الأنوثة فطرية في المرأة، لكن من النساء من تتنكر لهذه الفطرة، وتشوه ملامح جمالها بأشياء تعتقد أنها تجميلية، كما تتسم بعضهن أحيانا بصفات رجولية اعتقادا منهن بأن ذلك مواكبة للعصر، وإثارة لإعجاب الآخرين، والتميز، فتفقد بذلك أنوثتها دون أن تعلم. وعن معنى الرجولة في نظرها، قالت وفاء "المرأة تحتاج إلى أن ترى الرجل رجلا في أقواله وأفعاله، فهنالك أمور تفسد رجولة الرجل دون أن يعلم، ومنها ممارسة العنف ضد المرأة، أو خوفه من أن تراه المرأة في لحظة ضعف، مع أن كليهما مكمل للآخر. وبين ثامر عسيري، وهو متزوج، أن بعض الرجال يعتقد قبل الزواج أن أنوثة المرأة تكمن في جمالها، ولكن أنوثة المرأة تُستشعر في رقتها وتعاملها واهتمامها بذاتها، كما تكمن رجولة الرجل في احتوائه للمرأة بحنان، وإشعارها بقربه بالأمان كزوج، أو أب، أو أخ، أو ابن لها. وترى سميرة الشهري (طالبة جامعية) أن الاختلاف حول هاتين الصفتين يعود لاختلاف المستويات الفكرية والتعليمية والتربوية، إلا أن الفطرة هي التي تكسب الرجل رجولته، والمرأة أنوثتها، ثم تعمل العوامل المختلفة إما على تطويرها أو تشويهها. وبينت أن من النساء من تظن أن أنوثتها تكمن في المبالغة في وضع الماكياج، أو في الخضوع لعمليات التجميل غير الضرورية، وهي لا تعلم أن الأنوثة تكمن في الأخلاق، ورقي التعامل، والاهتمام بالذات، وبالزوج. من جانبه بين الاستشاري النفسي الإكلينكي بعيادات النخبة بالرياض الدكتور وليد الزهراني أن "أنوثة المرأة وجمالها ليسا في قوامها أو ملامحها ورشاقتها، أو في اتباعها للرجيم القاسي، إنما الأنوثة شيء يستشعر، ولا يرى غالبا". وأضاف أن "أنوثة المرأة تضيع في نظره إذا علا صوتها، وأصبح خشنا فظا، أو أدمنت العبوس والانفعال، أو تعاملت بعضلات مفتولة، أو اعتادت الكلام القبيح، أو تخلت عن الرحمة، واتسمت بالكراهية، أو فضلت الانتقام على التسامح، أو جهلت متى تتحدث ومتى تصمت، بالإضافة إلى إهمالها للرقة والطيبة، وإغفال حق الاحترام والإكبار للرجل". وعن مفهوم الرجولة بين الدكتور الزهراني أن "المرأة أيضا تعشق لحظة ضعف يمر بها الرجل كي تراه كالطفل بحاجة لحنانها، فليس عيبا أو انتقاصا من الرجولة أن يبكي الرجل ليدفع زوجته للمزيد من العطف والاهتمام والرعاية، لكن أكثر الرجال يرفض أن تراه زوجته في أي لحظة ضعف، معتقدا أن قوته وحدها هي ما يجعلها تغرم به، مبينا أن للقوة مواقف لا يليق فيها الضعف والعكس، والمرأة تجد رجولة الرجل في طفولته وبراءته وضعفه ولو للحظات محدودة، وترى رجولته كذلك في قدرته على حمايتها، وحماية كرامتها، وكيانها، وكرمه معها ومع أهلها، وفي تسامحه مع بعض أخطائها". ولفت الدكتور الزهراني إلى أن للأنوثة تفسيرا لدى الرجل، وللرجولة تفسيرا لدى المرأة، وكلتاهما تتأرجح بين الضعف والقوة، في حين إذا عاد الإنسان يوما طفلا بأفكاره ومشاعره وبعض تصرفاته، فذلك شيء جميل، يجدد الحياة الزوجية، فكلا الطرفين يحب صفة "الطفولة" والبراءة في الآخر.