حذر رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الخليجي العالمي الثالث للمجموعة الخليجية لدراسة داء السكري الدكتور عبدالعزيز بن عبد الله التويم، من زحف انتشار داء السكري في دول الخليج وخصوصا المملكة. وقال التويم ل«عكاظ» عشية انطلاق المؤتمر الذي دعت إليه الشؤون الصحية في الحرس الوطني، بمشاركة جامعة الملك سعود والمكتب التنفيذي لوزراء الصحة في دول الخليج، والجمعية السعودية لطب الأطفال في جدة غدا: «إن وضع داء السكري في مجتمعات الخليج خطير للغاية، وانتشاره في المجتمع السعودي لا يبشر بخير، إلا إذا تكاتفت الجهود من أجل مكافحة المرض، والحد من سرعة انتشاره، مع استجابة أفراد المجتمع وشرائحه للبرامج التوعوية وتنفيذ متطلباتها لحماية أنفسهم وأطفالهم من الإصابة بالمرض». وفيما يلي نص الحوار: • تشهد جدة غدا المؤتمر الخليجي الثالث للمجموعة الخليجية للسكري في المملكة، ما هي النتائج التي تحققت من خلال المؤتمرين السابقين؟ المجموعة الخليجية لدراسة داء السكري منذ تأسيسها في العام 2000م، تسعى جاهدة لتنظيم الأنشطة والبرامج التعليمية والتدريبية للأطباء والعاملين في مجال مكافحة السكري في مختلف دول المنطقة، بهدف رفع مستوى الأداء لديهم، وتاليا تمكينهم من استخدام أفضل السبل والوسائل العلاجية والتثقيفية مع مرضاهم، وتوعية المجتمع بخطورة المرض وأسباب الإصابة به. وتنظم المجموعة مؤتمرا دوليا كل سنتين في إحدى دول الخليج، ونظم المؤتمر الأول في دبي، والثاني في مسقط، وحققا نتائج إيجابية كبيرة من حيث التواصل مع كبريات الجامعات والمراكز العلمية الكبيرة في جميع دول العالم، والتعرف على آخر المستجدات والإحصائيات، كذلك التطور العلاجي والوقائي الحاصل في العالم خلال العامين الماضيين، ونقلها إلى أبنائنا وأخواننا الأطباء بطرق سهلة وبسيطة. أبحاث ومستجدات • ما هي الأبحاث والمستجدات التي ستناقش في المؤتمر الثالث؟ تلقت اللجان العلمية للمؤتمر نحو 80 ورقة عمل علمية، مقدمة من عدد كبير من الأساتذة والأطباء الدوليين والعرب والمحليين، ويناقش مقدموها كل جديد على الساحة الطبية فيما يتعلق بمرض السكري وعلاجه في الفترة الحالية على مستوى العالم، ومن أهم الأبحاث المقدمة في المؤتمر هي الأبحاث والمستجدات الخاصة بعلاج السكري عبر زراعة الخلايا الجذعية، ومضخة الإنسولين وغيرها من الأبحاث العلمية الحديثة، وأود أن أشير هنا إلى أن المؤتمر الخليجي الثالث قد انتهج منهجا جديدا ينحصر في إقامة مؤتمرين علميين في مؤتمر واحد، أحدهما مخصص لسكري الكبار، والثاني لسكري الأطفال، بحيث لا تتعارض مواعيد المحاضرات والبرامج العلمية للمؤتمر مع بعضها البعض. احصائيات مخيفة • تناولتم في مواضيعكم الطبية عن داء السكري بعض الإحصائيات المخيفة عن مرض السكر في المملكة والعالم، فما هي مصادركم في ذلك؟ وكيف تقيمون الوضع الحالي للمرض؟ أتفق معك تماما أن الإحصائيات مخيفة، والأرقام عالية، وقد لا تصدق، لكنها للأسف، حقيقية وموجودة سواء في المملكة أو في دول الخليج، ونحن كأطباء ومتخصصين في مرض السكري والغدد الصماء للكبار أو للصغار، نستقي معلوماتنا عبر حضورنا الدائم ومشاركاتنا المستمرة في المؤتمرات الطبية، التي تعقد في جميع دول العالم طوال العام، وعبر متابعتنا للنشرات والإحصاءات الدورية التي تصدرها منظمة الصحة العالمية. كذلك من متابعتنا للمرض ومعدلات انتشاره في المجتمع، إضافة إلى البيانات المسجلة في أقسام الإحصاء في وزارات الصحة في دول الخليج والقطاعات الصحية المختلفة. أما عن تقييمي الشخصي للوضع الحالي للمرض، فأستطيع أن أؤكد أن الوضع خطير للغاية، وانتشار المرض في مجتمعنا لا يبشر بخير، إلا إذا تكاتفت الجهود من أجل مكافحة المرض والحد من سرعة انتشاره، مع استجابة أفراد المجتمع وشرائحه للبرامج التوعوية، وتنفيذ متطلباتها لحماية أنفسهم وأطفالهم من الإصابة بالمرض. التأثير الاقتصادي • نسمع دائما ما يقوله بعض الأطباء عن المرض، ومدى التأثير الاقتصادي لداء السكري على المجتمعات والدول، مامدى صحة ذلك؟ هذا القول صحيح، وتفسيره بسيط جدا، فهو لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة لدراسات وأبحاث عالمية مطولة بينت أن مريض السكر يحتاج إلى متابعة طبية مستمرة أكثر من غيره؛ لأن المرض من الأمراض المزمنة ذات التأثيرات الصحية الخطيرة، وهذا الأمر يكلف الحكومات مبالغ وميزانيات طائلة للإنفاق على علاج المرض.. كما أن مريض السكري إذا لم يتم التحكم في مرضه، فإنه يصبح معرضا للمضاعفات مثل إعتلال شبكية العين والفشل الكلوي وموت الأطراف، وعلاج هذه المضاعفات مكلف جدا من الناحية الاقتصادية والنفسية، فمثلا علاج مريض السكري يكلف الدولة نحو 5 آلاف ريال سنويا بدون مضاعفات، أما في حالة وجود مضاعفات فتزيد تكلفة العلاج كثيرا، حيث إن علاج مضاعفة واحدة من مضاعفات داء السكري وهي الفشل الكلوي، تكلف الدولة مابين 98 ألفا و180 ألف ريال سنويا للغسل الكلوي للمريض الواحد فقط، كما أن الأسرة تتحمل الكثير من النفقات التي تثقل كاهلها وخصوصا إذا كان المريض هو رب الأسرة نفسه. رسالة للمجتمع • أخيرا، ماهي الرسالة التي تودون توجيهها للمجتمع عبر هذا المؤتمر؟ جميع الأطباء العاملين في مجال السكري، كذلك الجمعيات الحكومية وغير الحكومية المهتمة بالمرض في دول الخليج العربي يتشاركون في هم واحد، وهو كيف يمكنهم مكافحة انتشار المرض، والتخفيف من الخسائر الفادحة التي يسببها في الأموال والأرواح، لذلك توجد لدينا العديد من الرسائل المهمة التي نود توجيهها للجميع ومن أهمها، ضرورة زيادة حصص التربية البدنية لطلاب المدارس للتقليل من نسبة السمنة، تضمين المناهج الدراسية لطلاب وطالبات المراحل الابتدائية لبعض الفقرات والمعلومات التثقيفية عن مرض السكري، سن قوانين حكومية تمنع الإعلان عن الوجبات السريعة والمحتوية على كميات كبيرة من الدهون والسعرات الحرارية، ضرورة اهتمام الآباء بتعويد أبنائهم على اتباع السلوكيات الغذائية الصحيحة، مع ممارسة الرياضة الخفيفة باستمرار.