اعتبر صاحب السمو الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي أن «المعاناة الجسدية والنفسية التي يتكبدها مريض السكري وأسرته والمجتمع بصورة عامة، تعطي مفهوما راسخا للاهتمام بتنفيذ البرامج والأبحاث والدراسات، حتى نتمكن من التصدي لهذا الداء الخطير». وأضاف في كلمته أثناء افتتاحه البارحة أنشطة المؤتمر العالمي الثالث للمجموعة الخليجية لدراسة داء السكري الذي تنظمه الشؤون الصحية في الحرس الوطني ممثلة في الشؤون الأكاديمية في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في جدة، وجامعة الملك سعود بن عبد العزيز للعلوم الصحية، والمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة في دول مجلس التعاون الخليجي والجمعية السعودية لطب الأطفال «أن التثقيف الصحي يلعب دورا كبيرا ومهما في تخفيض التكاليف على المدى البعيد، لأن التثقيف يعد أمرا أساسيا ورافدا مهما للتعايش مع المرض، ومعينا قويا للمريض كي يعيش حياته بشكل طبيعي، كما يمثل التثقيف مصدرا مهما للاطلاع على آخر المستجدات في وسائل التشخيص وطرق العلاج». ورأى الأمير خالد بن فيصل بن تركي أن التعليم والتدريب المستمر قد بات استراتيجية عالمية ووطنية أولتها الشؤون الصحية في الحرس الوطني جل اهتمامها، إيمانا منها بالأثر البناء والفعالية الكبيرة لهذه الاستراتيجية التي من أهم أهدافها الاستغلال الأمثل للموارد الوطنية البشرية والمادية، لدفع مسيرة التطور والتقدم في بلادنا الغالية. وأكد أن جميع القطاعات الصحية في المملكة سعت إلى افتتاح مراكز عديدة لعلاج (مرض السكري) إلا أن الركيزة الرئيسية في علاج المرض هي التعليم الذي ثبت أنه يساعد وبشكل كبير على التقليل من مضاعفاته سواء المضاعفات الحادة أو المزمنة. مخاطر محدقة وتحدث رئيس لجنة الأبحاث في المجموعة الخليجية لدراسة داء السكري رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور عبد العزيز بن عبد الله التويم في كلمته عن المخاطر المحدقة بالمجتمع الخليجي، بسبب الانتشار السريع والمخيف لمرض السكري في دول الخليج، مبينا أن نسبة المصابين به في المملكة ممن تزيد أعمارهم على الثلاثين عاما وصلت إلى 24 في المائة، بعد أن كانت هذه النسبة لا تتجاوز 5 في المائة في عام 1984م. ودعا كافة القطاعات الصحية ومؤسسات المجتمع المدني العامة والخاصة وكذلك وسائل الإعلام المختلفة إلى الاستفادة من هذا المؤتمر، ومن النفقات الكبيرة التي تنفقها الدولة على الخدمات الصحية، للعمل على مكافحة مرض السكري والتوعية بمخاطره وأضراره وبالتالي الحد من انتشاره. مواكبة المستجدات من جانبه، قال المدير العام التنفيذي لصحة الحرس الوطني بندر بن عبد المحسن القناوي إن المملكة تستضيف الموتمر الثالث للداء السكري، بهدف مناقشة زحف وانتشار المرض بشكل لافت للنظر في دول الخليج، موضحا أن المؤتمر يركز على الأهداف الأساسية التي من ضمنها مواكبة المستجدات في علاج داء السكري من النوع الأول والثاني. وأشار إلى أن مرض السكري يعتبر مشكلة صحية دولية ومحلية، وبالتالي فإن تضافر الجهود مطلب ضروري لمكافحة انتشاره. إعلان جدة ولفت المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، في كلمته إلى أن نسبة الإصابة بالداء السكري قد تجاوزت 20 في المائة في العديد من دول المجلس، أما معدلات الإصابة باعتلال استقلاب السكري (وهي الحالات ذات القابلية للإصابة مستقبلا) فقد تجاوزت نفس النسبة، مما يعني أن المجتمع الخليجي مصاب أو سيصاب بالسكري بنسب مرتفعة جدا إذا ما قورنت بالدول الأخرى. وأشار إلى أن اللجنة الخليجية لمكافحة الداء السكري أوضحت أن ما بين خمس أو ربع مواطني دول مجلس التعاون إما مصابون أو سيصابون بالسكري خلال السنوات القليلة المقبلة، وبالتالي فإن أهمية هذا المرض لا تنبع من كونه منتشرا بصورة وبائية في المجتمع الخليجي، ولكن لارتفاع نسبة الإصابة بمضاعفاته المزمنة وهو ما رفع التكاليف الإجمالية لهذا الداء على المستوى الوطني. وتطلع الدكتور خوجة من هذا المؤتمر الحيوي المهم للخروج بإعلان جدة ضمن مفهوم جديد لرعاية مرضى السكري، وبتوصيات فاعلة على طريق مكافحة هذا الداء وصياغة السياسات الملائمة لذلك الغرض. يهدد العالم وفي السياق نفسه، قال رئيس الاتحاد الدولي للسكري البروفيسور جين كلاديو منبانيا إن مرض السكري أصبح وباء خطيرا لا يهدد دول الخليج وحدها، بل إنه بات يهدد كافة دول العالم، وهذا يعود إلى عدة أسباب من أهمها العادات الغذائية والاجتماعية غير الحميدة التي يطبقها بعض سكان العالم في الوقت الحاضر.