كشف رئيس لجنة الأبحاث في المجموعة الخليجية لدرس داء السكري الدكتور عبدالعزيز بن عبدالله التويم ل « الحياة»، أن الإحصاءات المحلية للسكري خرجت أخيراً بنتائج سلبية، مشيراً إلى أنها أكدت أن نسبة المرض بين السعوديين ممن تجاوزت أعمارهم 30 عاماً بلغت 24 في المئة، بعد أن كانت لا تتجاوز هذه النسبة خمسة في المئة في عام 1984م. وأوضح الدكتور التويم في فعاليات المؤتمر العالمي الثالث للمجموعة الخليجية لدرس مرض السكري أول من أمس في جدة، أن هذه النسبة تعتبر المعيار الحقيقي الذي نقيس من خلاله حجم الخطر الذي يتربص بمجتمعنا، ويحملنا جميعاً مسؤولية البدء الفوري في العمل الدؤوب، من أجل مكافحة هذا الوباء والحد من انتشاره في بلادنا، مشيراً إلى أن خروج هذه الإحصاءات بهذا الشكل ليس مسؤولية الأطباء والمتخصصين فقط، وإنما هي مسؤولية كبيرة ومشتركة تتحملها القطاعات ومؤسسات المجتمع المدني كافة بمختلف تخصصاتها. وأفاد الدكتور التويم أن ثلاثة ملايين شخص يموتون سنوياً في مختلف أنحاء العالم، بسبب هذا المرض الذي أصبح يهدد الحياة بأكملها وليس الصحة فقط، ما جعل منظمة الصحة الدولية تصنف مرض السكري وباء عالمياً في العام 2007م. مشيراً إلى أن نسب الإصابة بمرض السكري في دول الخليج العربي شهدت ارتفاعا كبيراًً وأصبحت تتراوح بين 14 و25 في المئة، من إجمالي عدد السكان. وألمح إلى أن سكان دول مجلس التعاون الخليجي من أكثر دول العالم وشعوبها عرضة لمخاطر هذا المرض، موضحاً أن الإصابة بالمرض في منطقة الخليج تظهر في أعمار صغيرة نسبياً مقارنة ببقية دول العالم، بسبب السمنة وقلة الحركة وانتقال هذه المجتمعات إلى حياة التمدن. وذكر الدكتور التويم أن دول مجلس التعاون الخليجي تنفق مئات المليارات سنوياً لعلاج مرض السكري والحد من انتشاره بالشكل الكبير الذي نراه في وقتنا الحالي. مطالباً بالاستفادة من الدعم الذي تخصصه الدولة السعودية لمكافحة وعلاج مرض السكري، إضافة إلى تنظيمها برامج وقائية وتوعوية تستهدف شرائح المجتمع كافة وخصوصاً الأمهات والأطفال. بدوره، شدد وكيل الحرس الوطني بالقطاع الغربي الأمير الدكتور خالد بن فيصل بن تركي آل سعود على أهمية التثقيف الصحي في الحد من انتشار السكري، مشيراً إلى أنه يسهم في خفض كلفة العلاج على المدى البعيد، ويشكل مصدراً مهماً للاطلاع على آخر المستجدات في وسائل التشخيص وطرق العلاج. وذكر أن المعاناة الجسدية والنفسية التي يتكبدها مريض السكري وأسرته والمجتمع عموماً تقدم مفهوماً راسخاً للاهتمام بتنفيذ البرامج والأبحاث والدراسات «حتى تمكننا من التصدي لهذا الداء الخطر». وقال: «إن التعليم والتدريب المستمرين باتا إستراتيجية عالمية ووطنية نفذتها الشؤون الصحية في الحرس الوطني بوضعها من أولوياتها»، مشدداً على أهمية الاستغلال الأمثل للموارد الوطنية البشرية والمادية لدفع مسيرة التقدم والتطور في بلادنا الغالية.