أوقع رجال الأمن في شرطة محافظة جدة بثلاثة شبان شكلوا فيما بينهم تنظيما عصابيا، واختطفوا عاملة منزل واعتدوا عليها جنسيا، ومارسوا السطو المسلح ضد مواطن وسلبوه سيارته وما بحوزته من أموال وبطاقات صراف انتزعوا منها أرقامها السرية. وبدأت الشرطة في تتبع خيوط العصابة، بعد أن سجلت ضد أفرادها قضيتان الأولى سلب مواطن في الأربعين من عمره، حاول مساعدة ثلاثة شبان لا يملكون سيارة في كورنيش جدة، فتوقف ليقلهم إلى وجهتهم، لكنه فوجئ عند وصوله إلى منطقة البحيرات بإطفاء أحدهم محرك السيارة، وتهديده بسكين وضعها الذي يجلس في المقعد الخلفي حول رقبة المواطن، وأجبروه على الخروج من السيارة مهددينه بقتله إن لم يفعل. ولم يكن بإمكان السائق سوى الالتزام بتعليماتهم خوفا على حياته، وتوجهوا به تحت التهديد إلى أحد الأعمدة الخرسانية وأوثقوه بعد أن سلبوا منه مبلغ 2300 ريال وبطاقات الصراف بعد أن انتزعوا منه أرقامها السرية، وركبوا السيارة ولاذوا بالفرار إلى جهة غير معلومة. وعلمت «عكاظ» من مصادرها أن المواطن ظل موثوقا إلى العمود، حتى اكتشف وضعه أحد المواطنين ففك وثاقه وأبلغ الدوريات الأمنية التي حضرت إلى الموقع على عجل وسجلت الشكوى في محضر رسمي، ليعمم على السيارة ومواصفات الشبان لدى الجهات المعنية. ولم يكتف أفراد العصابة بسرقة السيارة والمواطن فقط، بل انتحلوا صفة رجال أمن في حي البوادي، إثر مشاهدتهم امرأة من جنسية سيرلانكية توقفوا بجوارها بصفتهم الأمنية التي ادعوها، وأن على المرأة بلاغ سرقة ضدها، قبل أن يطلبوا منها هويتها ويصطحبوها في السيارة التي سرقوها من المواطن. وأخبروا المرأة أنهم في طريقهم إلى مركز الشرطة، ليعودوا أدراجهم إلى أقصى شمال جدة (خليج سلمان)، وتناوبوا على اغتصابها وتركها في المنطقة، إلى أن عثرت عليها دورية حرس الحدود وسلمتها إلى مخفر شرطة ذهبان. وأكدت الأوصاف التي قدمتها المرأة المغتصبة تطابق أوصاف المعتدين مع أوصاف سارقي السيارة والمعتدين على سائقها، لينطلق فريق أمني على مستوى عال، وينتشروا في المناطق القريبة من منطقة شمال جدة، بمتابعة شخصية من مدير شرطة جدة اللواء علي بن محمد الغامدي، والذي وجه الجهات الأمنية بسرعة ضبط الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة لينالوا جزاءهم. ولم تمض على توجيهات اللواء الغامدي سوى ساعات قليلة، إذ رصدت إحدى الفرق الأمنية سيارة بداخلها شخصان واشتبهت بهما ولاحقتهما، ولم يحاولا الهروب من رجال الأمن بحجة أنهما لا علاقة لهما بالمطلوبين، إلا أن المواطن والمرأة تعرفا عليهما وقالا: إن للشابين شريك ثالث، لم يكن موجود في السيارة التي قبض عليها رجال الأمن. وأمام المواجهة اعترف الشابان أحدهما سعودي (21 عاما)، والثاني أردني (19 عاما)، بما نسب إليهما من تهمة سلب المواطن واغتصاب المرأة السيرلانكية، وأكدوا وجود شريك ثالث لهما، تجري الأجهزة الأمنية البحث عنه. من جانبه، أكد ل «عكاظ» اللواء الغامدي أن شرطة جدة أوقفت الشابين والتحقيقات جارية معهما، فيما تتابع الشرطة الطرف الثالث، مضيفا أن المرأة المعتدى عليها تبين أنها من جنسية آسيوية وأنها هاربة من كفيلها، كما اعترفت بذلك لرجال التحقيق.