«سيتم خلال المؤتمر طرح 50 بحثا علميا مختلفا في مجالات الصحة ومفهومها علاوة على ورش العمل التي تبرز تجارب الآخرين في مجال تعزيز المفهوم الشامل للصحة». هذه مفردة من خبر افتتاح فعاليات المؤتمر القادم للصحة. تنظمه مجموعة تلال للمناسبات الدولية خلال الفترة من 15 17 مارس القادم تحت شعار «شراكة أفضل لصحة أفضل»، ولا جديد في هذا. المؤتمرات لدينا أكثر ما شيء يمكن أن يكون. إن في الداخل، وإن في الخارج. فحقائبنا دائما جاهزة لملاحقة أي مؤتمر جديد، ترويجا لفيروس، أو لعلاجه. ولتبيين واقعنا الصحي، وبالأرقام قليلا، لا يلزمك كثير عناء. زيارة واحدة لموقع وزارة الصحة، أي أني لن أحيل أحدا إلى رسائل الشكوى، من مراجعين، ومرضى، وأطباء كذلك. بل سنأخذها من وزارة الصحة نفسها، وستفاجأ، أنت الذي رأيت، وسمعت، وقرأت عن شعار جذاب بأناقة «طبيب لكل أسرة»، أن نصيب كل 10000 مواطن هو 22 طبيبا فقط. و 6 صيادلة، و40 ممرضا، ونصيب العشرة آلاف هؤلاء 21 سريرا طبيا، وطبيبا أسنان، لكل 10000 مواطن أيضا. علما بأنها إحصاءات غير محدثة منذ عامين. ماذا يمكن أن نقول الآن، خصوصا أمام عجز واضح شهدناه في أزمة انفلونزا الخنازير، وانشغال الوزارة بالترويج لعقار الفيروس المضاد، على حساب حصيلة هي الأكثر مناطقيا في الشرق الأوسط في نسبة الوفيات والفاجعة. تتكرر اليوم، نفس المشكلة، مع وباء الخرمة. سبعة إصابات حتى كتابة هذا المقال، وليس قراءته. إعلان مؤتمر مناهض لمقاومة هذا الوباء. وبحث واثنان، وثلاثة. وكأن الوباء هذا وليد عهد بالحدوث، لا منذ سنة 1994، وأكثر من 35 إصابة. كانت الوزارة رائعة في تصويب الأرقام، وتحديث الاسم الصحيح للوباء. وكأننا أمام مجمع عام للغة والرصد. وفي مقال واحد، لا يمكن أن تناقش أزمة السفر أكثر من 1000 كيلو متر، من أجل عمل أشعة. ولا السفر العائد منها، ولا السفر المترتب عليها، لاستلام تقارير هذه الأشعة، إن لم ينسك الطبيب. ولا يمكن أن تناقش أزمة أن تكون مريضا وعلى شفا الموت، وتنتظر أنت وملك الموت سريرا، كي لا يقبض روحك على بلاط الطوارئ الخارجي. أكثر مجال يمكن للقصص الهمومية المجتمعية، للحكايات، والحياكات: أزمة الصحة. كواليس المستشفيات، الفحوصات الفاشلة. التقرير بكونك محموما، ثم باستلام «جثتك» بعد يومين. وهذا ليس خيالا، ولا رواية لماركيز من جنوب أمريكا اللاتينية. هنا في وطني، وطن الخير والإحسان والمساعدات والإغاثة، وفصل التوائم السيامية.. القطاعات الصحية الخاصة، وما تقدمه من باقعة أيضا. إما أن يكون عبارة عن ورشة لشلة عمالة، بقمصان بيضاء متسخة، تحت مسمى مستوصف مرخص من وزارة الصحة، وبرسوم ستكون من المحتم رخيصة، رخص أعمالها، وإما أن يكون مشفى خاصا، لامعا جامعا مانعا، ستبوء بالديون، وانقطاع الظهر والعمر، قبل تسديد رسوم الأشعة المبدئية، أو فتح الملف. وهذا ما يفسر رواج الطب الشعبي والشعوذة والسحر، والمقرئين بالعملة، وتجار طب الشنطة، والقنوات الفضائية. ستطول طوابير المنتظرين في ردهات المستشفيات الخاصة، والآتين بتأمين أعمالهم، مقابل أولئك الذين يمضون وقتهم في ردهات مستشفى عام، ليحصلوا بعد ساعات طويلة من نهار، وعذابات أطول من ليل، على إمضاء من طبيب العملة هذا، على ورقة «مشلوحة»، تفيد بإعطاء المريض آنف الذكر، مسكنا، أو مهدئا، أو مخدرا، حتى موعد موت قادم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 252 مسافة ثم الرسالة