سلمنا جدلا أن أمريكا تلحن لتغني بريطانيا، .. وبكلمات أخرى، إن دستور الأخيرة وفر شرطا كافيا لبلوغ القبول والرفض لأي مواطن داخل تضاريسها، بيد أنه، أي المواطن البريطاني، يبحث عن إجابة بلسمية لسؤال عليل: كيف تكون الحرية العينية ممكنة في دولة ذات دستور عقلي؟، .. أو هكذا لمز العالمون ببواطن الأمور. قال توني بلير أمام لجنة تشيلكوت: «هذا ليس كذبا أو مؤامرة أو خدعة أو غشا، هذا قرار. وكان القرار الذي تعين علي اتخاذه هو أنه نظرا لتاريخ صدام ونظرا لاستخدامه لأسلحة كيماوية ونظرا لتسببه في وفاة أكثر من مليون شخص ونظرا لعشر سنوات من انتهاك قرارات الأممالمتحدة. هل يمكن أن نتحمل مخاطر قيام هذا الرجل بإعادة بناء برنامجه للأسلحة». إذن، رئيس الوزراء البريطاني السابق استعلى حتى على مبدأ إجراء تحقيق مستقل حول عدد الضحايا المدنيين الذين قتلوا في حرب العراق الذي أصبحت مدافنه أوسع من حقول نفطه، واعتبر أن «الإرهابيين والمسلحين» هم من تقع على هاماتهم المسؤولية، وكأن 46 شخصية بريطانية تقدمت باستيضاح، ومنهم الساسة والسفراء ودهاقنة العسكر وأساقفة أكبر، .. لا يفرقون بين التين والبقل. حين نهضت هذه النخبة لتقدم رسالة مستفسرة عن العدد الدقيق لأبناء العراق الذين قتلوا أو أصيبوا منذ مارس 2003، وعن الأسباب، صعر بلير خده، ونفى أن 98 ألف مدني أو أكثر قد راحوا ضحية الحرب، وفي ذات الوقت لم يقدم أي معطيات حسية لتحديد أعداد هؤلاء الضحايا، بل ألقى بالكرة في ملعب وزارة الصحة العراقية التي يديرها التحالف زمنا بذراع طويلة مستترة. يعتقد المهمومون بالمأزق البريطاني في العراق، أن بلير مارس غريزة القطيع، .. وأصبح كمن يغني من أجل عشائه، ولا يعرف أي لبيب، هل كان الحليف جورج بوش يركن إلى حق القوة أم قوة الحق، أم أن بعض السم للسم ترياق؟. إن أمر حفظ السلم هو من الاختصاص المانع لمجلس الأمن، إذ يمتلك وحده سلطة استخدام القوة من جانبه تحديدا، كذا سلطة الرقابة والإشراف، فلايوجد في ميثاق الأممالمتحدة نص أو حكم يمكن الاستناد عليه في الترخيص للغير باستخدام سلطات مجلس الأمن في هذا الصدد، وإن استخدام القوة في هذه الحالة، لايمكن أن يستنتج استنتاجا لخطورته. تتكئ بلاد بلير على إرث ديموقراطي فيكتوري عريق، لا تخضع إرادته للمفاضلات أو التعسف القراراتي، فكان أساس الدولة هو سلطة الدستور الذي حقق نفسه بالعقل كإرادة، .. ولا مجال لحجب الحقائق بغربال. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 242 مسافة ثم الرسالة