أطلقت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض أمس المرحلة الأولى من المبادرة الوطنية لتحلية المياه بالطاقة الشمسية، بتطبيق التقنيات المتناهية الصغر المتطورة (النانو) في مجال إنتاج أنظمة الطاقة الشمسية والأغشية، لتحلية المياه، التي طورت بالتعاون بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة IBM الأمريكية، من خلال المركز المشترك لأبحاث تقنية النانو، لإيجاد حلول تقنية لمشاكل الطاقة والمياه بأقل التكاليف، بما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني وتقليص الاعتماد على النفط والغاز في تشغيل المحطات القائمة حاليا، التي تستهلك نحو 1.5 مليون برميل. وشارك في المؤتمر الصحافي، الذي أطلقت فيه المبادرة، وزير المالية د. إبراهيم العساف، ووزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين، ورئيس المدينة الدكتور محمد السويل، وصاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث، وكذلك الأمين العام لصندوق الاستثمارات العامة منصور الميمان، ونائب رئيس المدينة لدعم البحث العلمي الدكتور عبدالله الرشيد، ووكيل وزارة التجارة والصناعة لشؤون الصناعة خالد السليمان. وكشف المؤتمر عن تفاصيل المبادرة الرامية الى إنتاج مياه وكهرباء من خلال المحطات العاملة بالطاقة الشمسية والبرنامج الزمني لتنفيذها بهدف توفير مياه محلاة بتكلفة تتراوح بين ريال واحد إلى 1.5 ريال بدلا من التكلفة الحالية البالغة 2.5 إلى 5.5 ريال للمتر المكعب، كما أن تكلفة إنتاج الطاقة الكهربائية باستخدام تقنيات الخلايا الشمسية التي تم تطويرها تبلغ أقل من 30 هللة لكل كيلوواط/ساعة. وأكد الوزراء ورئيس المدينة ومسؤولوها أن هذه المبادرة حظيت بدعم وتشجيع كبير من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني. ووصفوا المبادرة بأنها نقلة نوعية في البحث العلمي الرامي الى توفير المياه بأقل تكلفة ممكنة. وأفادوا أن المبادرة ستنفذ على ثلاث مراحل، الأولى بدأ تنفيذها العملي من بداية هذا العام وتشمل بناء محطة لتحلية المياه المالحة بطاقة إنتاج تبلغ 30 ألف متر مكعب يوميا لسد احتياجات مائة ألف من سكان مدينة الخفجي من مياه الشرب من خلال بناء محطة لإنتاج الطاقة الشمسية بطاقة 10 ميجاوات وأغشية التناضح العكسي باستخدام أحدث التقنيات المتطورة في غضون ثلاث سنوات. أما المرحلة الثانية فتتضمن بناء محطة لتحلية المياه بالطاقة الشمسية بطاقة إنتاج 300 ألف متر مكعب يوميا في منطقة يتم اختيارها لاحقا، حيث يستغرق تنفيذها ثلاث سنوات بعد استكمال المرحلة الأولى ليبلغ إنتاج المحطة عشرة أضعاف إنتاج محطة المرحلة الأولى. فيما المرحلة الثالثة ستتضمن بناء عدة محطات لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية لمناطق مختلفة من المملكة، وذلك بعد استكمال المرحلة الثانية. وبين المشاركون أن تنفيذ هذه المشاريع سيجري من خلال تجمع صناعي في المملكة يسوق المنتجات على مستوى العالم وهو ما يخدم ويعزز من توجهات الاستراتيجية الوطنية للصناعة التي تشرف عليها وزارة التجارة والصناعة.