أحاطت مياه الصرف الصحي والروائح المنبعثة منها في حي الصفا في جدة بمبنى الثانوية الرابعة والثلاثون للبنات ومساكن الحي المحيطة به، ما جعل من مشروع المرور في تلك الشوارع مغامرة صعبة خصوصا بالنسبة لأطفال الحي وطالبات المدرسة، لتحدث هذه المشكلة تناقضا كبيرا بين مسمى الشارع (الرؤساء) وحاله الذي يغني عن ألف سؤال. وقال عدد من سكان الحي إنهم رفعوا العديد من الشكاوى وطلبات ردم مياه الصرف المحيطة بمنازلهم، بعد محاولاتهم المتكررة لردمها بجهود ذاتية باستخدام التربة الموجودة في أحواض الأشجار، إلا أن شكاواهم «لم تجد أي صدى لدى المسؤولين»- على حد قولهم - واتهموهم باللا مبالاة بمخاطر التلوث البيئي وآثاره على الصحة العامة بشكل عام، وعلى الطالبات اللاتي يلجأن للقفز للوصول إلى بوابة مدرستهن. خالد الدربشي، وهو واحد من السكان قال إنه تقدم بأكثر من إحدى عشرة شكوى عن المياه الآسنة التي تتسرب من إحدى العمائر السكنية الى الشارع، ولكن فرق البلدية الميدانية لم تتدخل لنزح المياه أو وضع الحلول اللازمة لمنع تكرار تسرب مياه الصرف إلى الشارع مجددا. وأضاف: لم تحاول البلدية مساءلة مالك العمارة التي تسرب مياه الصرف الصحي إلى الشارع والتي تتمدد في مختلف الأنحاء وأمام مداخل العمائر السكنية لأكثر من عشرة أيام. من جهتها اشتكت أم حسام (معلمة في الثانوية الرابعة والثلاثون) من الضرر الواقع عليهن وطالبات المدرسة جراء تسرب الروائح الكريهة لمياه الصرف إلى داخل الفصول الدراسية فضلا عن محاصرة المياه الآسنة للمدرسة من مختلف الجهات. وألمحت إلى انتشار الحشرات والبعوض في أرجاء المدرسة فضلا عن دخول الفئران إلى مبناها، ما تسبب في إثارة الذعر بين الطالبات. وطالبت أم حسام البلدية بالوقوف على الشارع ونزح المياه وتطهير موقع التجمعات المائية لتلوثه بشدة. كذلك اعتبر عبد العزيز الزهراني، أن طالبات ومعلمات المدرسة هن الأكثر تضررا من المياه الراكدة خصوصا أنهن يعبرنها مرتين في اليوم، وتحدث فواز المطيري عن الجهود الذاتية التي بذلها السكان لردم المياه مستخدمين في ذلك التربة الموجودة في أحواض الأشجار ووضعها على المياه لتتمكن الطالبات من العبور إلى مدرستهن بخير وسلام. من ناحيته، أوضح مراقب البلدية الميداني نور فلاتة أن فرق الأمانة وقفت على الموقع في وقت سابق وعمدت إلى سحب عداد المياه التابع للعمارة السكنية التي تسببت في تلوث الشارع، فضلا عن توجيه مخالفة لمالكها، إلا أنه يبادر إلى سداد المخالفة فورا في كل مرة ويعود الوضع كما كان سابقا!.