اختلطت مياه الشرب في خزانات المنازل بحي السامر 3 شرق جدة وبصفة خاصة على شارع ابن الصبري بمياه الأمطار والصرف الصحي وانتشرت الروائح الكريهة في مختلف أنحاء الحي. وشرع عدد من الاسر من سكان العمائر في تفريغ خزاناتهم الارضية في ضوء تغير لون مياهها ورائحتها، إثر تسرب مياه الأمطار المخلوطة بمياه الصرف الصحي إليها. وفي احدى الفلل رصدت "المدينة" الشاب ريان عباس سندي الذي استبدل يومه المدرسي طوال الأسبوع الحالي بالعمل في سحب ونزع مياه الامطار التي داهمت منزل اسرته ودخولها إلى الخزان الأرضي لمياه الشرب، وأمسك ريان بمكنسة سحب المياه يساعده شقيقه الأصغر وأخذا سويا في سحب المياه من فناء الفيلا واخراجها الى الشارع الذي مازالت المياه تغمره بالكامل. ومنع اولياء امور الطلاب ابناءهم من الخروج الى مدارسهم بعد محاصرة المياه الآسنة لمداخل العمائر والفلل في الحي السامر خاصة شارع ابن الصبري. وقال عباس سندي انه لا يستطيع الوصول الى مدخل منزله الا من خلال العمارة الخلفية لسكنه بمساعدة جيرانه له بفتح الأبواب الخلفية، وبعدها يجتاز السور الفاصل بينهما ومن ثم الدخول عبر منزل جيرانه في الدور الاول ثم التوجه الى مدخل شقته بالدور الثاني. وقال: مع الأسف على الرغم من مرور 4 أيام على المطر، إلا ان الأمانة لم تعمل على مساعدتنا بسحب المياه المتجمعة في الشارع, فيما نحن نتنقل من منازلنا الى الطريق الاخر عبر قوارب مطاطية. واضاف: حضر رجال الدفاع المدني في اليومين الأول والثاني لهطول الامطار، وكانوا ينقلون السكان لمناطق آمنة باستحدام القوارب المطاطية، كما كانوا ينقلون الشباب لقضاء بعض المستلزمات من المحال التجارية المجاورة واعادتهم لمنازلهم بسبب التواجد الكثيف للمياه. ريان عباس طالب بالصف الثالث متوسط بمدرسة الامير سلطان غاب هو الآخر عن فصله منذ يوم السبت الماضي لمساعدة أسرته في سحب المياه من فناء المنزل، فيما كانت مواتير الشفط تعمل على شفط المياه من الخزانات الارضية التي امتلات بمياه الامطار المختلطة بمياه الصرف الصحي. وهو يؤكد انه كان يشتم روائح الصرف الصحي أثناء سحب المياه. ويؤكد العم عباس حمزة الذي كان يقل عاملين وافدين استأجرهما لتنظيف فناء فلته وتفريغ الخزان الارضي، انهم اصبحوا في وضع لا يحسدون عليه في الحي، فالمياه لم تعد مياه امطار فقط بل اختلطت بالصرف الصحي. وقال: العديد من الأسر لم يستطع أبناؤها الخروج لمدراسهم وكذلك حال الموظفين بسبب التجمع الكبير للمياه وعدم تجاوب الامانة في رفعها, حيث أحضرت يوم أمس الاول وايتين لسحب المياه وعملت قرابة نصف ساعة ثم غادرت الموقع فيما أكد سائقوها أنهم سيعودون ثانية، ولكن للاسف ذهبوا ولم يعدوا. ---------------------- المجلس البلدي: رفعنا تقريرا للأمانة بكافة المشكلات المجلس البلدي بجدة اكد انه يتابع عن قرب سير عمليات رفع مياه الامطار وكذلك ارتفاع منسوبها في بعض الأحياء، مؤكدا ان إرتفاع المياه الجوفية في الحي واختلاط مياه الشرب في الخزانات بمياه الصرف الصحي أمر خطير للغاية. وأوضح ان دورهم لا يتوقف عند تلقى الشكاوى ومتابعتها ميدانياً، بل يتولون رفع الأمر إلى الجهات التنفيذية والبحث عن حلول عاجلة ترفع المعاناة عن الناس، مشيراً إلى أنهم قاموا على وجه السرعة بكتابة تقرير يحوي كل ملاحظاتهم الميدانية ورفعوه إلى أمانة المحافظة وسيجري متابعة الأمر وحث المسؤولين على إنهاء الكثير من المشاكل والقضايا العالقة في جدة. ---------------------- “الامانة”: باشرنا خطة التعامل مع تجمعات المياه المركز الاعلامي بامانة محافظة جدة أوضح ان لديهم خطة للتعامل مع تجمعات المياه بدأوا بتنفيذها، حيث تعمل فرق ميدانية على رش المياه الراكدة والمتجمعة. وبين ان خطة اعمال المكافحة والرش تتضمن عدة إجراءات منها تأمين المبيدات اللازمة، استنفار جميع العاملين بالمكافحة الحشرية لإجراء مسح ميداني عقب هطول الأمطار مباشرة لتحديد مواقع تجمعات المياه بواسطة أجهزة ال (GPS)، تكثيف عمليات الرش الفراغي للقضاء على الطور البالغ للبعوض في البلديات التي تتأثر بالأمطار، التركيز على البؤر المتوقعة لتوالد البعوض عند هطول الأمطار في كل من المباني تحت الإنشاء ومصانع البلوك ومجرى السيل، خزانات المياه وأحواض إكثار النباتات والجداول وآنيات النباتات والزهور في المشاتل والحدائق العامة، والتركيز على البرك الصغيرة الموجودة داخل المسارات والبدء في معالجة جميع تجمعات المياه باستخدام المبيدات اليرقية جفافها أو ردمها.