قبل بضعة أيام وتحديدا مساء الجمعة الماضي كنت على موعد مع برنامج حواري في القناة الأولى اسمه «حديث الياسمين». كان الموضوع يتصل بالأسرة وتربية الأبناء وكانت إحدى السيدات تستشهد بأحد الأمثلة عن أنماط التربية القديمة وأن أحد الآباء طلب من ابنه حلاقة شعره الطويل الذي كان يتدلى على كتفيه لكنه لم يفعل، ثم طلب منه ذلك مرة أخرى ولم يفعل، وأخيرا طلب منه ذلك للمرة الثالثة لكنه أيضا لم يستجب، أتدرون ماذا فعل الأب مع ابنه؟ فكتمت أنفاسي خوفا من حدوث الكارثة، ثم امتقع وجهها بحجم المأساة قائلة: أخذ معه الولد إلى الحلاق وحلق شعره!! يا ساتر يارب!! وفي الوقت الذي كنت أتوقع من بقية السيدات أن يسألن المربية الفاضلة عما يتوجب على الأب فعله لنستفيد معشر الآباء في حال تكرار الواقعة معنا، إلا أن البقية للأسف ركبن الموجة وكان ثمة إجماع على أن الوالد فقد «أخوته» لابنه!! ما هذا «الهراء» الذي نسوقه على الملأ باسم التربية الحديثة؟ أي تربية حديثة نطالب بها الوالد .. والولد يرفض طلب أبيه في أمر محمود ويضرب بكلامه عرض الحائط؟ في أي تربية أصبح الأب الذي يحافظ على نظافة ابنه وعلى قيم المجتمع يصبح فجأة على باطل والابن على حق؟ يالله العجب!! هل هذه التربية الحديثة التي نروج لمفرداتها باسم «أخوة» الأب لابنه!! هل انقلبت المعايير وأنماط التربية بهذه الصورة؟ هنا لا أستغرب عندما يتمرد الابن على أبيه أو الطالب على أستاذه أو الصغير على الكبير طالما أن فهمنا للتربية الحديثة على هذه الصورة المبتسرة. هذه ليست تربية، فالتربية تقاس بمخرجاتها، هذا مجرد استنساخ لنظريات من قشورها دون فهم لجذور الفوارق الاجتماعية والتاريخية بين المجتمعات وهو ما جعلنا في النهاية نفقد التربية ولا نكسب المعرفة. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة