أحرج الكاتب عبده خال التربويين في مقاله بعنوان: (أحسن ما دامك زعلت !) المنشور في صحيفة «عكاظ» يوم الأربعاء الموافق 20/1/1431ه، وذلك بمراهنة أدهى التربويين أن يدرس فصلا كاملا من غير أن ينهيه بالمناشدة للوقوف على المتغير الحادث في المدارس والتصرفات المشينة التي تصدر من الطلاب في هذه الأيام، ونقل لهم حادثة من الواقع تؤكد ما يقول. فلم يجد بعض الكتاب التربويين ردا لهذا التحدي سوى افتقار المعلم إلى الوسائل التربوية الحديثة في التعامل مع الطلاب، وليس هذا وحسب، بل عابوا على الكاتب عبده خال استخدامه لكلمة «أدهى» بأن الميدان التربوي والتعليمي ليس ساحة معركة كي نستخدم مثل هذه الكلمات، وأكدوا على تحميل المعلم الخطأ، ولمحوا من قوله دعوة إلى عودة استخدام العصا والعنف في المدارس. ونفى البعض الآخر من التربويين هذا الواقع بعد ما سأل زملاء المهنة القدامى من مديري مدارس ومعلمين وقالوا له: إن الوضع التربوي والتعليمي مطمئن، وهذه الحالات نادرة جدا ولا تدعو للقلق. في أعتقادي لم ينجح أحد من التربويين الذين تصدوا لتحدي الكاتب، وقاموا بالالتفاف حول التحدي والمشكلة التربوية والتعليمية، ولم يجدوا حلولا لها سوى تكرار النظريات التربوية العقيمة. وأختم بما قاله الكاتب الأستاذ عيسى الحليان في مقاله بعنوان: (التربية الحديثة .. ضياع الصورة) المنشور في صحيفة «عكاظ» يوم الثلاثاء الموافق 4 صفر 1431ه «هنا لا أستغرب عندما يتمرد الابن على أبيه أو الطالب على أستاذه أو الصغير على الكبير طالما أن فهمنا للتربية الحديثة على هذه الصورة المبتسرة». هذه ليست تربية، فالتربية تقاس بمخرجاتها هذا مجرد استنساخ لنظريات من قشورها دون فهم لجذور الفوارق الاجتماعية والتاريخية بين المجتمعات وهو ما جعلنا في النهاية نفقد التربية ولا نكسب المعرفة. صبري منصور القرشي مكة المكرمة