أكد الرئيس المصري حسني المبارك البارحة أن الانقسام الحالي في الصف الفلسطيني لا يخدم سوى إسرائيل، وأن تأخير المصالحة بين أبناء الشعب الفلسطيني سيؤدي إلى تأخير حل القضية وزيادة المستوطنات وتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة. وقال الرئيس مبارك: إن مصر لا تفرض شيئا على أحد، وإن الفلسطينيين هم الذين صاغوا ورقة المصالحة، نافيا ما يتردد أن بلاده أدخلت تغييرات على ما اتفق عليه أعضاء حركتي «فتح» و «حماس» لأنهم وافقوا جميعا على ما جاء في هذه الورقة وتمت الموافقة على مطلب «حماس» بإرجاء موعد الانتخابات من يناير إلى يونيو المقبل. وكشف الرئيس المصري عن تدخله الشخصي لمنع رئيس وزراء إسرائيل الأسبق آرييل شارون باقتحام غزة من خلال رسالة عاجلة بعث بها إليه منتصف الليل أبلغه فيها بخطورة القيام بتلك الخطوة ونصحه بعدم الإقدام عليها. وأضاف أن مصر تعمل من أجل القضية الفلسطينية رغم كل الإساءات التي توجه إلى بلاده من قبل البعض، مشددا على أن مصر مستمرة في أداء واجبها ومسؤولياتها تجاه عملية السلام من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. ومضى يقول: إن بلاده قدمت بعض المقترحات لاستئناف المفاوضات، كما أنها أرسلت وفدا إلى واشنطن بتلك المقترحات التي تدرسها الإدارة الأمريكية حاليا، لافتا إلى أن السلام يحتاج إلى صبر ومثابرة لأن البديل هو الحرب. وحول مشكلة الأنفاق على الحدود المصرية مع قطاع غزة، قال الرئيس المصري: إن تلك الأنفاق تلحق ببلاده أضرارا بالغة على أكثر من مستوى من أهمها المستوى الأمني، حيث كانت سببا في تفجيرات شرم الشيخ وطابا إضافة إلى خطورة عمليات تهريب الأسلحة، مشيرا إلى اهتمام مصر بفتح معبر رفح لدخول الأفراد، فيما تصل المساعدات والاحتياجات الأخرى عبر معابر أخرى لتلبية احتياجات الشعب الفلسطيني، نافيا قيام مصر بمنع دخول شيء من الاحتياجات اليومية للشعب الفلسطيني من غذاء ودواء. وأعرب مبارك عن حزنه من التجاوزات التي صدرت من بعض الفلسطينيين في غزة على الحدود مع مصر، مشيرا إلى حزنه على الجندي المصري أحمد شعبان الذي استشهد أخيرا. وأكد أن علاقات بلاده بجميع دول العالم، وبخاصة العربية، علاقات طيبة، وأنه يتغاضى عن بعض التجاوزات من جانب البعض، وذلك: «لأنني أنظر إلى الهدف الأكبر وهو مصلحة المواطن المصري». وبشأن العلاقات مع إيران، أفاد الرئيس المصري أن القاهرة ليس لديها أية مشكلة في إقامة علاقات مع كل الدول بما فيها إيران، لافتا إلى أنه طلب خلال لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين حل المشاكل الأمنية المعلقة بين البلدين أولا لاستعادة العلاقات.