كذب الرئيس حسني مبارك ما رددته قيادات في حركة «حماس» من أن مصر أدخلت تعديلات في الصياغات التي اتُفق عليها مع حركة «فتح» في الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية من دون استشارتها، لكنه حذر من أن تأخير المصالحة «سيؤدي إلى تأخير حل القضية وزيادة المستوطنات». وأكد أن الأنفاق في رفح «كانت سبباً في تفجيرات شرم الشيخ وطابا» نتيجة تهريب الاسلحة والمتفجرات. وأعرب عن حزنه ل «التجاوزات التي صدرت عن بعض الفلسطينيين في غزة على الحدود مع مصر». في غضون ذلك، أعلن وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك في ختام زيارته لانقرة بأن التعاون بين البلدين سيستمر، خصوصاً العسكري، فيما قال نظيره التركي وجدي غونول انه «ستكون هناك مشاريع دفاعية أخرى» مشتركة. رغم ذلك، غادر باراك انقرة من دون ان يستقبله الرئيس عبدالله غول او رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان. وفي لقاء جماهيري عقده على هامش زيارته لمحافظة كفر الشيخ (شمال القاهرة)، قال مبارك: «مصر لا تفرض شيئاً على أحد ... الفلسطينيون هم الذين صاغوا ورقة المصالحة، وما يتردد من أن مصر أدخلت تغييرات على ما اتفقت عليه فتح وحماس هو كذب في كذب ... هم وقعوا جميعاً على ما جاء في هذه الورقة، وتمت الموافقة على مطلب حماس إرجاء موعد الانتخابات من كانون الثاني (يناير) إلى حزيران (يونيو) المقبل». وأضاف: «مصر حاربت من أجل فلسطين مقدمة نحو 120 ألف شهيد من أبنائها، وهي أكبر دولة تضحي من أجل القضية الفلسطينية»، مؤكداً أن الانقسام الفلسطيني «لا يخدم سوى إسرائيل». وقال: «تأخير المصالحة سيؤدي إلى تأخير حل القضية وزيادة المستوطنات، وتفاقم معاناة الشعب الفلسطيني، سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة». وكشف تدخله الشخصي لمنع قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق آرييل شارون باقتحام غزة من خلال رسالة عاجلة بعث بها إليه منتصف الليل يبلغه فيها بخطورة القيام بتلك الخطوة. وقال إن مصر مستمرة في أداء واجبها ومسؤولياتها تجاه عملية السلام، مضيفا ان بلاده قدمت بعض المقترحات لاستئناف المفاوضات، وأرسلت وفداً إلى واشنطن بتلك المقترحات التي تدرسها الإدارة الأميركية حالياً، مشددا على أن «السلام يحتاج إلى صبر ومثابرة لأن البديل هو الحرب». وقال: «مصر تساعد بالطرق السلمية ... كفانا حروباً وخسائر مادية ... لولا الحروب التي خاضتها مصر لكانت الآن من أكبر الدول المتقدمة في المنطقة»، مضيفاً: «مصر استعادت أرضها بالكامل، وخضنا طريق السلام ونساعد على إقراره، ولن يتمكن أحد من استفزاز مصر للدخول في حرب جديدة، لكنها ستخوض فقط هذه الحرب في حال الاعتداء على أراضيها، فالأرض هي العرض». وأكد مبارك أن علاقات مصر بجميع دول العالم، خصوصاً الدول العربية «طيبة»، وقال: «أتغاضى عن بعض التجاوزات من جانب البعض لأنني أنظر إلى الهدف الأكبر وهو مصلحة المواطن المصري». وعن مشكلة الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة، قال مبارك إن «تلك الأنفاق تلحق بمصر أضراراً بالغة على أكثر من مستوى، من أهمها المستوى الأمني، إذ كانت سبباً في تفجيرات شرم الشيخ وطابا»، بالإضافة إلى خطورة عمليات التهريب وتهريب الأسلحة. وأضاف أن تلك الأنفاق «تحولت إلى مصدر للتجارة من الجانب الفلسطيني، وما يهمنا نحن في مصر هو أن نفتح معبر رفح لدخول الأفراد، فيما تصل المساعدات والاحتياجات الأخرى عبر معابر أخرى، والهدف في النهاية تلبية حاجات الشعب الفلسطيني». وتساءل: «لماذا يوجه اللوم إلى مصر التي تقوم بكل ذلك في الوقت الذي لا يجرؤ أحد على الذهاب الى المعابر الستة الأخرى بين غزة والضفة والتي تسيطر عليها إسرائيل؟». وأعرب عن حزنه من التجاوزات التي صدرت عن بعض الفلسطينيين في غزة على الحدود مع مصر، وأشار الى أنه حزين كثيراً على «استشهاد» الجندي المصري أحمد شعبان الذي تقول القاهرة إنه قتل برصاص فلسطيني، وهو أمر تنفيه «حماس».