تنمو الألياف في جدار الرحم لأسباب غير معروفة، وهي منتشرة جدا، حيث توجد في واحدة من كل ثلاث نساء بين عشرين وخمسة وأربعين عاما. والألياف عبارة عن أورام حميدة لا تسبب أية أعراض أو مشكلات صحية في كثير من الأحيان، وبالتالي لا تحتاج إلى تدخل علاجي. لكن في بعض الحالات تؤدي الألياف لبعض المشكلات كالنزيف الشديد أثناء الدورة الشهرية وزيادة عدد أيامها، مما قد يسبب فقر الدم أو آلاما في البطن أو الظهر أو انتفاخا في البطن، وقد تؤدي أيضا إلى صعوبة في الحمل وتكرر الإجهاض. والخيارات العلاجية لألياف الرحم تعتمد على الجراحة إلى حد كبير، لذلك تعتبر الألياف من الأسباب الرئيسية لاستئصال الرحم في كثير من الدول. لكن يمكن الآن علاج الألياف بدون الحاجة لاستئصال الرحم أو إجراء أية جراحة وبدون تخدير عام، ويتم ذلك بواسطة قسطرة الشريان الذي يغذي الألياف وإغلاقه باستخدام جزيئات طبية دقيقة فينقطع عنها الغذاء والأوكسجين، مما يؤدى إلى ضمورها واختفاء الأعراض المرضية بدون أي تأثير يذكر على الرحم في أكثر من 80 في المائة من الحالات. وبدأ استخدام القسطرة في علاج ألياف الرحم منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وحققت نتائج ممتازة، لكن الاهتمام الإعلامي بها ازداد أواخر سنة 2004 بعد استخدامها في علاج وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس من الألياف بنجاح. والقسطرة التي تستخدم في العلاج هي عبارة عن أنبوبة بلاستيكية رفيعة جدا يتم إدخالها في الشريان بسهولة تحت التخدير الموضعي من فتحة صغيرة في الجلد لا تتجاوز بضعة مليمترات، ولا تحتاج المريضة للبقاء في المستشفى إلا ليوم واحد في معظم الأحيان، وتستطيع العودة لحياتها الطبيعية وعملها بعد أيام عدة. ويعتبر علاج الألياف بالقسطرة آمن جدا، فهو لا يحتاج لفتح البطن، ولا لفتح الرحم، ولا يسبب التصاقات كالتي قد تحدث في الحوض بعد الجراحة، ويمكن بعده الحمل والولادة بطريقة طبيعية. وللحديث بقية. *استشاري أمراض النساء والولادة ومتخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبد أ بالرمز 190 مسافة ثم الرسالة