تفاجأ الوافد عادل محمد أحمد عند توجهه إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الملك عبدالعزيز في جدة لتسلم جثمان زوجته نجلاء التي قضت إثر فاجعة أمطار وسيول الثامن من ذي الحجة، بتسليمه جثة الجنين التي كانت لا تزال في بطن والدتها في الشهر السادس، ونسى وجودها بفعل الكارثة التي أفقدته سبعة من أفراد أسرته (ابنته نادين 4 سنوات، عمته، أبناء أخته، بنت عمته، ابن صهره). ويعتبر عادل من ضمن قائمة أسر المفقودين الذين خضعوا لتحاليل الحمض النووي للمطابقة على الجثث التي عثرت عليها الجهات الأمنية مطموسة الملامح بحيث لم يستطع التعرف على هوية أصحابها. ووارى عادل زوجته وطفلته ذات الستة أشهر الثرى أمس، والتي ظلت حية في بطن والدتها عدة أيام كما يوضح والدها بحسب ما أبلغ من المسؤولين في ثلاجة الموتى قبل أن تفارق الحياة. ويبين عادل أن «المفاجأة بالنسبة لي تمثلت في إجهاض زوجتي نجلاء للجنين وهي ميتة، ولقد أسميت الطفلة رحمة». ولا يزال عادل يتذكر تفاصيل يوم الفاجعة الأسود بحسب وصفه حين صعد وزوجته وابنته نادين وستة آخرين من أسرته إلى سطح منزلهم الشعبي في حي الصواعد (شرقي جدة)، حيث ظلوا فوق السطح ومنسوب المياه أخذت في الارتفاع والمنازل المحيطة بهم تتهاوى قبل أن ينقلب صهريج مياه كان موجودا في الموقع اتجهت حمولته باتجاه منزله مباشرة لتضربه فينهار ويتساقط ذووه الذين تأكد مفارقتهم للحياة. وعند سؤاله القاضي في المحكمة العامة في جدة الشيخ حمد الرزين عن رأي الشرع في احتساب حقوق مالية لمن يموت في بطن أمه، أجاب «الطفل بعد الثلاثة أشهر يغسل ويكفن ويدفن ويسمى، ولا يورث ولا يرث من مات في بطن أمه ثم خرج بنفسه أو على يد طبيب، كما لا تجب عليه الحقوق المالية». بدوره يوضح المحامي والمستشار القانوني الدكتور عمر الخولي بأن للرضيعة رحمة ما يقره الشرع في حكم الغرقى حتى إن كان في بطن أمه، مرددا رأي الرزين أنه لا يرث ولا يورث. وأضاف «من ناحية نظامية ينسب إلى والده ويسمى وتصدر له شهادة ميلاد ثم شهادة وفاة، أما بالنسبة لأحقية منحها التعويض المقر من خادم الحرمين الشريفين فلا علم لي بالضوابط الموضوعة في هذا الشأن».