فيما لا تزال أمانة جدة تنتظر خرائط قنوات تصريف مياه الصرف الصحي من الجهات المعنية، عادت المياه الملوثة إلى كورنيش جدة مرة أخرى، ورصدت عدسة «عكاظ» أمس مياها ملوثة على مسافات كبيرة محاذية لرصيف الكورنيش الذي يرتاده يوميا مئات المواطنين، ويأتي التلوث الذي بدا واضحا للعيان بعد تحذيرات أطلقها مختصون في علوم البحار حذروا من التلوث الكبير في ما يعرف بمنطقة بحيرة النورس. وعبر مواطنون عن استيائهم مما آل إليه وضع الكورنيش الذي أصبح لا يسر أحدا، على حد قول المواطن حمود القثامي، وأضاف «ذهلت وأنا أشاهد أنبوبا ينقل مياها بيضاء ملوثة تتدفق باتجاه البحر في المنطقة التي نرتادها بحثا عن السياحة والنزهة». وتساءل خالد المطيري عن الجهات المعنية وسكوتها عن مثل هذه المخالفات الواضحة، وزاد «مؤلم أن تستمر عمليات ضخ المياه الملوثة إلى البحر على مرأى ومسمع الجميع في ظل صمت الجهات المعنية وفي مقدمتها أمانة جدة». «عكاظ» طرحت المشكلة على مختصين في أمانة جدة، وأكد مصدر أن الأمانة رصدت عددا من المصبات التي تملكها منشآت فندقية وقرى ترفيهية، حيث تعمد إلى ضخ المياه الملوثة إلى البحر عبر أنابيب، وقد تم إنذارهم. وذكر المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه أمس، أنه ثبت للأمانة وجود محطات مياه معالجة لا تتقيد بالمواصفات والمقاييس التابعة للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، ولا يوجد محطات معالجة بديلة عند حدوث عطل مفاجئ ما يؤدي إلى دفع المياه الملوثة إلى البحر قبل تنقيتها. وتخطط أمانة جدة، بحسب المصدر، إلى إيجاد أدوات قياس على مخرجات تلك المحطات بهدف قياس مخرجاتها من المياه الملوثة، بحيث تعمل هذه الأدوات على مدار 24 ساعة، وأضاف أن الأمانة استنفرت جهودها في هذا المجال نظرا لزيادة رقعة التلوث في الكورنيش واختلاط المياه بالمواد الكيميائية، وهو ما دفع الأمانة إلى إيقاف جميع المصبات غير النظامية على الكورنيش حفاظا على الصحة العامة. ونبه إلى أن الجهود التي تبذلها الأمانة الآن تتركز في التخاطب مع الجهات المعنية لاستلام الخرائط الخاصة بشبكات الصرف الصحي وفحصها ودراستها ومعرفة مدى كفاءتها وطريقة إدارتها لمخلفات المياه بشكل عمل منهجي لا يعرض البيئة البحرية للتلوث.