يحن سكان مخيمات إيواء النازحين من الشريط الحدودي إلى محافظة أحد المسارحة إلى مواشيهم التي تركوها أو ما تبقى منها ورحلوا بها إلى مواقع قريبة من المخيمات. ورصدت «عكاظ» الوضع في المخيم الذي يترقب فيه النازحون من القرى الحدودية العودة لمنازلهم والاطمئنان على ما تبقى من مواشيهم، التي يفضلون الاهتمام بها أكثر من المكوث في المخيمات، إذ لم يجد الكثير منهم الوقت الكافي لاصطحاب ولو جزء من الممتلكات والمؤن التي كانت في المنازل حيث تركوا النازحين بيوتهم وانتقلوا إلى مخيمات الإيواء. ويتحدث سكان المخيم عن اعتمادهم على المواشي للحصول على قوتهم اليومي من الأغنام والأبقار والجمال بالإضافة إلى النحل. وبين القلة القليلة التي استطاعت أن تصطحب مواشيها الزوجان سلمى (70عاما) وعبده (73عاما) إذ لم يستطيعا فراق مواشيهما وشيدا حظائر قريبة من مخيم النازحين. وعند سؤال سلمى عن حالها وأغنامها تجهش بالبكاء وتتحدث بصعوبة: «لقد ضاعت أغنامي التي كنت أتفقدها كل صباح ومساء، وأرفض المساس بها وبعد أن رحلت حاولت اصطحابها جميعا حيث بقيت مايقارب ثلاثة أيام في الطريق بأغنامي حتى وصلت إلى أحد المسارحة لكنني فقدت الكثير منها واضطررت أن أضعها قريبا مني على أطراف المخيمات لعدم قدرتي على فراقها». تقضي سلمى معظم ساعات الصباح والمساء عند أغنامها، مضيفة بالقول: «تجدني أذهب إليها وأقدم لها الماء والغذاء وأبقى بجوارها حتى المساء وأتمنى أعود إلى منزلي الذي تركته دون أن أحمل حتى ملابسي لتبقى لأن حياتي كلها بين أبقاري وأغنامي فنحن في النهاية قرويون». ويتذكر أحمد علي جبران من قرية الجابري الأغنام والأبقار والجمال التي يملكها وتزيد عن 180 رأسا حيث تركها على أمل العودة إليها، إذ لم يستطع كون المنطقة خطرة وسط حرص القوات المسلحة على المواطنين، بعد أن أبلغوهم بأنهم «لن يضحوا بحياة المواطنين من أجل قطيع من المواشي». وكشف عدد من مربي الماشية أنهم اضطروا إلى بيعها بأقل الأسعار قبل نزوحهم بدلا من تركها سائبة لا يمكن الاستفادة منها، متمسكين بأمل البحث عنها في المناطق المجاورة بعد الحرب لعلهم يجدونها.