احتل خطاب الدكتور طارق الحبيب ودعوته للسعوديين أن يزحفوا إلى مراكز الانتخابات، وأنهم لا يجب أن ينتخبوا أصحاب الوجاهة والمال لكي يكملوا وجاهتهم وأموالهم، مساحة في مقال الكاتب صالح إبراهيم الطريقي المنشور بجريدة عكاظ اليوم، حيث نقد لهذا الطرح، واعتبر أن نجاح المجالس البلدية لن يحدث ما لم يدخل الأغنياء والوجهاء لهذه المجالس، فهم لديهم القدرة على التغيير أكثر من أصحاب العقول النيرة. وتساءل “متى سنتخلص من هذا الخطاب الشمولي الممزوج بالزهد الدعوي، الذي يلعب على غريزة الحقد الطبقي لدى الفقراء؟”. وقال إن ما قاله طارق الحبيب يؤجج مشاعر الفقراء، وإنه يطالب المفكرين بإقناع أصحاب الوجاهة والمال بأن يدخلوا هذا المعترك، فبيدهم إصلاح البلديات أكثر من أي مفكر؛ لأن شبكة العلاقات لديهم تساعدهم على هذا. وفيما يلي نص المقال: الأغنياء شر لا بد منه يوجه الدكتور طارق حبيب السعوديين قائلا: «على جميع السعوديين أن يزحفوا إلى مراكز الانتخابات، ولا يجب أن ينتخبوا أصحاب الوجاهة والمال لكي يكملوا وجاهتهم وأموالهم، إنما عليهم أن ينتخبوا المفكرين والداعمين وأصحاب العقول التي تسعى لتقديم أطروحة جديدة ومميزة لهذا المجتمع»، ولست أدري هل الدكتور مرشح أم لا؟ الطريف في تصريح الدكتور أنه وبعد هذه الحدية والنفي للأغنياء وأصحاب الوجاهة، عاد لينقد الإنسان السعودي بأنه أي المواطن السعودي علاقته بغيره علاقة حدية؛ بمعنى إما أن تكون معي أو أن تكون ضدي، ولا يمكن أن تكون معي في أشياء وضدي في أشياء، ولم ينتبه أنه يملك الحدية نفسها مع الأغنياء وأصحاب الوجاهة؛ إذ ينفيهم من الانتخابات ويطالب ألا يتم انتخابهم. مع أنني أرى أن نجاح المجالس البلدية لن يحدث ما لم يدخل الأغنياء والوجهاء لهذه المجالس، فهم لديهم القدرة على التغيير أكثر من أصحاب العقول النيرة. على ذكر العقول النيرة، يخيل لي لو سألت الجميع عن عقولهم، سيقولون لك إنها نيرة، فمن ننتخب؟ وأكمل .. الحق يقال: لا أعرف متى سنتخلص من هذا الخطاب الشمولي الممزوج بالزهد الدعوي، الذي يلعب على غريزة الحقد الطبقي لدى الفقراء؟ فالطبقة الغنية «شر لا بد منه اقتصاديا» في أي مجتمع، وكل ما يحتاجه المجتمع أن يخفف من توحشهم بوضع قوانين تقلم أظافرهم، وأن يتم إقناع هذه الطبقة بأن دخولهم لهذه المجالس وتطويرها، يعني تطوير المجتمع؛ أي انتقال فئة من الطبقة الفقيرة إلى الطبقة الوسطى والمستهلكة لسلعهم. فهل يختفي هذا الخطاب الممزوج بالدعوي الذي يؤجج مشاعر الفقراء، دون أن يقدم حلولا؟ وأن يحاول المفكرون إقناع أصحاب الوجاهة والمال بأن يدخلوا هذا المعترك، فبيدهم إصلاح البلديات أكثر من أي مفكر؛ لأن شبكة العلاقات لديهم تساعدهم على هذا.