«الحمد لله رب العالمين على هذه الميزانية ولله الحمد فيها الخير وفيها البركة إن شاء الله، المهم عليكم إخواني إتمامها بجد وإخلاص والسرعة وعدم التهاون في كل شيء يعوقها لأن هذه اسمعها أنا من الناس وأحسها بنفسي، بعض المشاريع إلى الآن ما بينت، ضائعة» .. لن أبالغ بشيء إذا قلت إن كلمات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ضاعفت وإن شئنا كرست غبطتنا بالميزانية فرغم بلوغها نصف تريليون ريال بزيادة 14 في المائة عن الميزانية 2009 ورغم استبشارنا بتخطيها الأزمة المالية العالمية الخانقة .. نعم رغم غبطتنا بالميزانية (رقميا) لكونها تعد أكبر موازنة في تاريخ المملكة إلا أن كلمات خادم الحرمين الشريفين الملهمة كانت الغبطة الحقيقية الأكبر والأهم بوصفها أضفت الاستبشار والتفاؤل بتلمس صنيعها على أرض الواقع فالمأمول وما يتطلع إليه كل مواطن ترجمة الأموال لأفعال. أي تصريف النفقات على المشروعات وإلا أصبحت مجرد أرقام لا تعالج حاضرا ولا تستشرف مستقبلا .. من جديد تفاؤلنا الحقيقي بهذه الميزانية كرسه وسيمضي بتكريسه أعلى هرم القيادة بفضل استشعاره حفظه الله بهموم شعبه وقربه منهم .. واستتباعا مكاشفاته الجلية والصادقة .. فهل ثمة أصدق من مقولته «مشاريع ضائعة. وما بينت» وعلى «من يجد تقصيرا فليخبرني». موجها للوزراء بعدم التهاون في تنفيذ المشاريع فحفظه الله لم يدع مجالا للتبريرات والذرائع ولاريب أن مجرد ارتباط هذه المقولات واعتمالها بالميزانية يجعلها الأكبر لا بل والأهم. فضلا أن مفاعيلها أكثر استدامة فالعبرة أو لنقل القيمة المحسوسة ليست في كم الميزانية بل في تفعيل تدفقها وسريانها فيما يصب في الصالح العام عيانا بيانا. من هنا يمكننا القول إن كلمات خادم الحرمين الشريفين جاءت كجريان النهر الذي ينظفه من الشوائب. بما تضمنته من دلالات جلية وضعت النقاط على الحروف فلا مجال للتهاون والتقاعس، ولا مكان للتقصير وتضاعيفه.. إلى ذلك بوسعنا القول إنها الميزانية الأكبر كما ونوعا وعلى قاعدة ما تقدم تعد هذه الميزانية الأهم على الإطلاق.. وفي الإطار قد يكون من المناسب. وربما المفيد أن نختم بهذه الطرفة.. إن مسؤولا يابانيا دعا مسؤولا عربيا إلى زيارته في بلده وعندما وصل المسؤول العربي إلى بيت المضيف ورأى (بعض) الفخامة في البناء والأثاث فسأل المضيف: من أين لك هذا ؟ وراتبك محدود ! ففتح المضيف النافذة وقال للضيف: هل ترى ذلك الجسر البعيد ؟ أجابه الضيف: نعم أراه، قال المضيف: لقد تمكنت من الحصول على نسبة ( 1 % ) من أرباح الشركة التي رست عليها المناقصة في هذا المشروع .. وبعد عدة سنوات دعا المسؤول العربي المسؤول الياباني إلى زيارة بلده وحين وصل المسؤول الياباني ذهل بالقصر الفخم الذي يقطنه المضيف العربي فسأله: من أين لك هذا !؟، ففتح المضيف نافذة كبيرة مطلة على حديقة قصره وقال له: هل ترى الجسر الذي هناك ؟ أجابه المضيف: لا أرى جسرا البتة، فقال له المضيف: هذه بركات الجسر الذي كان سيشيد. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة