ما الذي يمكن عمله لإنقاذ المستقبل بعد أن تكشفت كثير من الحقائق الفادحة عن حاضرنا الذي أنتجته تراكمات الماضي؟؟ سؤال ليس لنا مهرب من طرحه ومواجهة أنفسنا به بعد وضوح عدم وجود أدنى تناسب بين ما صرف من أموال على خطط التنمية السابقة ونتائجها، كما ونوعا.. لا يجب أن ندفن رؤوسنا في التراب ونهرب من مواجهة الأخطاء، وليس من العقل أن نترك مستقبل الوطن في مهب الرياح، لاسيما والحقائق لم تعد سرا، ولا الحديث عنها محظورا بعد أن أشار إلى بعضها ملك البلاد بشجاعة وأسى يزيد عن أسانا مما نعانيه.. بالتأكيد لا يمكن شرح كل شيء في مساحة كهذه، ولكن إذا أردنا الإشارة إلى الخطوط العريضة للمشكلة فإنها بالتأكيد لن تنحصر في الفساد المباشر.. هناك مسؤولون مشكلتهم ليس في فساد ذممهم، وإنما في عدم كفاءتهم وقدرتهم على تحقيق أي منجز معقول لأنهم ببساطة شديدة يفتقرون إلى أبسط ما يؤهلهم لتحقيق ذلك.. المعايير التي تأتي بهذا أو ذاك إلى موقعه يعتريها خلل كبير في كثير من الأحيان، فهو يصل إما بالتقادم أو بالتوصية أوالتزكية لاعتبارات غير المهنية والاستحقاق والكفاءة، وفي هذه الحالة نكون قد ظلمناه وظلمنا الوطن لأن فاقد الشيء لا يعطيه، ولا يجب أن ننتظر منه شيئا.. وحين يتضافر مع هذا العامل وجود أنظمة بها ثغرات ومتكلسة بالبيروقراطية وقابلة جدا لتعطيل أي مشروع أو خروجه في أسوأ صورة لأكثر من سبب فإن هذا يفاقم المشكلة ويجعل الأوضاع أكثر رداءة.. حاولوا العودة بعين فاحصة إلى تفاصيل الأنظمة المالية والإدارية والرقابية المعمول بها الآن، حتى ما تم تحديثه منها، وسوف لن تجدوا صعوبة في اكتشاف أنها سبب أساسي لأكثر ما نكتشفه من تقصير هنا أو هناك، وما يشكو منه المواطن في كل مدينة وقرية.. إذا استمرت الحال هكذا فإننا لن نرى نتيجة معقولة لكل هذه الميزانيات الضخمة التي تتوالى عاما بعد آخر، ولن يمكننا تحقيق أي منجز لائق، لأننا إذا سلمنا من الفساد الشخصي المباشر لن نسلم من عدم كفاءة المسؤول، وإذا لطف الله وسلمنا منها قليلا فإن الأنظمة تجهز على كل ما تبقى لنا من أمل ورجاء.. فالتفتوا إلى كلمة الملك عبدالله في إعلان الميزانية.. حيث إنه قال كل شيء وأكثر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة