اللهم زد وبارك في ما تجود به من خير على وطننا.. كل مواطن يردد هذا الدعاء، ويتمنى أن تكون ميزانية وطنه في نمو متواصل. لكن الميزانية في حد ذاتها مجرد أرقام لا تعني شيئا كثيرا ولابد أن تترجم إلى برامج ومشاريع منفذة يلمسها المواطن ويعود عليه مردودها الإيجابي. المواطن البسيط ليس معنيا بفهم المصطلحات الاقتصادية والتعريفات المالية والمفاهيم المتخصصة التي يأتي ذكرها عند إعلان الميزانية، إنه معني فقط بمدى استفادته الحقيقية من الأرقام الضخمة التي يسمعها. هو يتطلع إلى نتيجة هذه الأرقام، ويرجو أن تساهم في تفكيك بعض متاعبه وتحقيق شيء من آماله التي لم تتحقق. ولذلك، لو أراد هذا المواطن أن يجهر بقدر بسيط مما يتردد في داخله لقال: أيها المسؤولون، أنتم تتعاملون كل عام مع ميزانية أضخم من سابقتها، وقد أكد خادم الحرمين الشريفين أكثر من مرة أنه لا يوجد عذر لأحد مع هذا الإنفاق الهائل. ومع إعلان الميزانية الجديدة أكد عليكم جميعا بأهمية (التنفيذ الكامل للمشاريع بكل أمانة وإخلاص).. هنا بيت القصيد أيها المسؤولون الكرام، الأمانة والإخلاص، لأنه بدونهما لا تتحقق الأشياء كما يجب أن تكون.. المال يتدفق بغزارة على كل مؤسسات الدولة لكن جزءا غير قليل من المشاريع لم ينجز بعد رغم انتهاء الزمن المحدد لإنجازه، وجزء أنجز لكن على غير ما يجب أن يكون. والأسوأ وجود مشاريع على الورق فقط، لم نشاهد لها أثرا.. الأمانة والإخلاص أيها المسؤولون هما سر نجاح المسؤول الذي تتوفر فيه الكفاءة والقدرة والحماس للعمل. نرجوكم أيها المسؤولون الكرام أن تراجعوا ذواتكم بشجاعة، فمن يرى أنه ليس مؤهلا للعطاء في هذه المرحلة سنقدم له الشكر الجزيل ونحتفظ له بالامتنان لو غادر موقعه وتركه لمن هو أكفأ وأقدر وأكثر حماسا. لا نريد منكم شيئا كثيرا أيها المسؤولون الأعزاء. مطالبنا ليست تعجيزية أبدا. إنها مطالب أساسية فرغت منها معظم شعوب العالم منذ زمن بعيد ونحن لا زلنا نحلم بها كل عام.. لا نود سرد قائمة بها لأنكم تعرفونها جيدا ولأننا لا نود أن يشمت فينا الآخرون لو أعدنا ذكرها.. كل شيء ممكن تحقيقه لو خططتم جيدا وتخليتم عن سياسة الحلول المؤقتة وحاصرتم الفساد بكل أشكاله وألوانه في أجهزتكم.. المال لا يفعل شيئا إذا تسرب في قنوات الهدر والعشوائية والتخبط، أو تسامحتم مع الذين ينهبونه ويعبثون به.. الفساد هو آفة الآفات، فابدؤوا بمحاربته دون هوادة إذا كنتم مخلصين للوطن. ولعلمكم فإن فساد التخطيط أسوأ من فساد التنفيذ.. حاولوا أن تقرؤوا شيئا من صحف العام الماضي والذي قبله وما سبقه لتجدوا أننا نلوك نفس الكلام ونعيد ذات المطالب، وذلك هو المعيار الدقيق لإنجازاتكم. وإن كان لنا من مطلب أخير فهو الرجاء بأن لا تسرفوا في التصريحات والوعود لأننا أصبنا بالتخمة منها. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة