يتفق الكثيرون على أنواع محددة من الأكلات الشعبية، فتكون بمثابة القاسم المشترك بين أناس شتى من جنسيات مختلفة، ومن بين هذه الأكلات وجبتا العصيد والهريس، ورغم أنهما حضرميتا المنشأ والأصل، إلا أن عشاقهما من كل الجنسيات. لهذه الأنواع من الأطعمة تاريخ طويل، فهي هاجرت من موطنها الأصلي قبل مئات السنين وذهبتا غربا وشرقا، حيث انتقلت إلى الهند قبل مائة عام تقريبا، وهناك تقبلها المجتمع الهندي، ثم توالت هجراتها ونظرا للقرب الجغرافي والإنساني بين المملكة وموطن هذه الوجبات الأصلي فقد توطنت في مدن المملكة، وأصبحت وجبات رئيسية. مكونات بسيطة أحمد رجب باسدس (33 عاما) يقول: تعلمت سر المهنة من أخي الذي يصغرني بثلاثة أعوام فهو من عشاق أكلة العصيد والهريس، وتعلم طهيها من معلم كان يعمل لديه صبيا عندما كان طالبا في مقاعد الدراسة، ومع مرور الوقت أصبح يجيد طبخ العصيد والهريس وملما بتفاصيلها. ويضيف أحمد «منذ ستة أعوام وأنا أمارس مهنة طبخ وبيع العصيد والهريس، ومكوناتهما بسيطة لكن محتواهما ممتاز، لما تحتويه الوجبتان من فيتامينات وفوائد كبيرة لجسم الإنسان، إضافة إلى أنهما تمنحان طاقة لاحتوائهما على كربوهيدرات وسعرات حرارية عالية، خاصة وجبة العصيد التي تتكون من تمر، دقيق، ملح، سكر، وحبوب، لذلك ففيها الكثير من البروتينات والسعرات الحرارية العالية، وطبخ العصيد يستغرق ما بين أربع إلى خمس ساعات، إضافة إلى خمس ساعات أخرى على نار هادئة حتى تستوي، وهذه الوجبة مفيدة لكبار السن والصغار، ولكن لا يجب الإكثار منها لمرضى السكري لاحتوائها على نسبة كبيرة من التمر. وبالنسبة للهريس فمكوناتها: لحم بلدي (تيوس صغيرة)، فلفل أسود، ملح، قرفة، عجين بر، ومحسنات تعطي نكهة مميزة، ويكثر الإقبال على هذه الوجبة شتاء بصفة خاصة، لأنها تمنح الدفء الكافي للجسم.. وعن مدة طبخها فهي تستغرق أربع ساعات طبخ، وست ساعات أخرى على نار هادئة حتى تستوي بشكل جيد. بالسمن البلدي عبدالله محمد عقيلي يقول: أنا من المداومين على تناول وجبتي العصيد والهريس، فكل صباح لا أتوانى عن تناول صحن ينقسم لقسمين كوجبة رئيسية هي العصيد والهريس، وأبدأ يومي بكل نشاط، فهي وجبة تضم أفضل المكونات الغذائية الرئيسية لجسم الإنسان، وخاصة التمر المعروف بأنه من أفضل أنواع الغذاء لاحتوائه على عناصر مهمة جدا.