شكله (مبهذل) دائما، وهو إن تحدث، فليس سوى (بهلول)، ساذج، وأقرب إلى العبط، و كثيرا ما ظهر في مسرحيات الرحابنة، يلعب هذه الشخصية البلهاء، يضحك الجمهور منه، بقدر ما يضحك عليه، وحتى هذا اليوم، ورغم مرور سنوات طويلة، على رحيله، لم يمنحه الضوء، نصف حقه، من الصباحات، التي غزل أشعة شموسها، ومشط جدائل غيومها، وغسل بأمطارها القلوب، وشبابيك العشاق، بألحانه العجيبة، في عذوبتها، وبراءتها، وقدرتها على استدراج اللهفة والحنين، وموسيقاه المشعة بعاطفة الأمهات، وحكمة الشيوخ، وضحكات الطفولة، لم تكن مشكلة الرحابنة، لكنه ذاب فيهم فعلا، كما يذوب الصحو في المطر، ويذوب المطر في الصحو، لكنك حين تفصل أعماله الفيروزية، عن الرحابنة، تكتشف، فجأة، أن نصف فيروز على الأقل تجلس على طاولته هو، ليس في هذا مبالغة من أي نوع، إلا إن أمكن لك تخيل فيروز، دون هذه الأغاني: (أنا خوفي من عتم الليل)، (كتبنا وما كتبنا)، (من عز النوم)، (يا كرم العلالي)، (جايب لي سلام عصفور الجناين)، (يا داره دوري فينا)، (اسوارة العروس)، (يا مرسال المراسيل)، (عا الطاحونة شفتك عا الطاحونة)، (لما ع الباب يا حبيبي بنتودع)، (صيف يا صيف)، (يا ريت منن مديتن إيدي وسرقتك)، (أسامينا)، وغيرها.. صندوق بريد: 375225 الرياض الرمز البريدي: 11335 [email protected]