من جانب آخر طالبت عدد من الباحثات الشرعيات في مراعاة النساء عند الطواف في ظل الازدحام الشديد، خصوصا أن تضرر المراة أكبر بكثير من الرجال. حيث رأت أستاذة الفقه في جامعة أم القرى الدكتورة نور قاروت أن طواف الوداع سنة خصوصا لأهل الأعذار ومنهم المرأة. مبينة أن المرأة لا تستطيع الطواف في وجود الازدحام الشديد خصوصا في موسم الحج، حيث تفتن المرأة وتفنت بالالتصاق غير المقصود مما يجعلها من صاحبات الرخص. وضمت قاروت كبار السن إلى النساء في ضرورة الترخيص لهم بإسقاط طواف الوداع، لكنها استدركت أن هذه القضية لا يمكن البت فيها بشكل كامل قبل دراستها بشكل مستفيض من العلماء والفقهاء بمشاركة فقهيات لإصدار فتوى تراعي وضع المرأة في ظروف الازدحام. وأكدت قاروت أن الزحمة لو وصلت إلى حد معين عندها تحل الأعذار للمرأة مستدلة بترخيص الرسول لأم سلمة رضي الله عنها برمي الجمار ليلا خوفا عليها من الازدحام والفتنة. واستثنت المرأة التي تستطيع تأجيل طواف الوداع في وقت غير مزدحم، لكنها إذا خرجت خارج حدود مكة فإن طواف الوداع يكون سقط عنها. مطالبا بأهمية زيادة الاستعابية للمطاف وتبني العلماء فتاوى التيسير ومراعة وضع المرأة. بينما وجهت أستاذة الفقه وأصوله في جامعة الملك فيصل الدكتورة مريم التميمي إلى أن تقوم المرأة بدفع الفدية إذا حال الزحام الشديد بينها وبين الطواف ولم تستطع خشية على نفسها لضعفها، مبينة أن تتبع رخصة إسقاط طواف الوداع كونه سنة على المذهب المالكي يجبر المسلم على القيام بطواف القدوم كونه يعتبر واجبا على نفس المذهب، موضحة أن تتبع الرخص في مذهب وترك أحكامه الأخرى في نفس القضية يطلق عليه الأصوليون (التلفيق). وناشدت التميمي العلماء بإعادة النظر في وضع المرأة عند الازدحام في المطاف ودراسة ذلك وإصدار الأحكام الملائمة لذلك. وأرجعت عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود والمستشارة السابقة في مجلس الشورى الدكتورة نور بنت عبدالله بن عدوان المسألة إلى تنظيم الطواف، حيث يخصص مكان ملائم لطواف الناس كونهم يشكلون نسبة تصل إلى 40 في المائة من الحجاج والمعتمرين. مؤكدة أن القضايا الفقهية بيد العلماء والفقهاء متمنية أن تجد المرأة اهتماما أكبر من قبل العلماء في ما يتعلق بقضايا الحج عموما وأدائها للطواف خصوصا. معتبرة أن توسعة صحن الطواف أصبح ضرورة، بإيجاد مساحة أكبر للنساء في صحن الطواف في حالة التوسعة، خصوصا أن المساحة المتاحة للنساء في المطاق ضيقة وصغيرة وينحشر فيها النساء لذلك لابد من ضرورة وضع ذلك في الحسبان عند التوسعة.