حبس سكان جدة أنفاسهم أمس منذ منتصف النهار إلى ساعات الليل المتأخرة، خوفا من تكرار فاجعة الأربعاء، إذ تحققت توقعات وتحذيرات مصلحة الأرصاد والبيئة بهطول أمطار كثيفة ومتقطعة بفعل سحب ركامية رعدية تعرف ب«المزنة». ميدانيا، لم تسجل الجهات الأمنية خسائر في الأرواح أو الممتلكات حتى ساعة متأخرة، قبيل مثول الصحيفة للطباعة، عدا اختناقات مرورية محدودة في بعض الشوارع المعروفة بكثافة الحركة فيها. وفي المقابل استدعت كثافة الأمطار إيقاف حركة الطيران في مطار الملك عبدالعزيز لمدة نصف ساعة، وإغلاق طريق جدةمكة القديم الذي يحتوي على مسارات مرتبطة بمجاري السيول. وهنا أوضح ل«عكاظ» مدير مرور جدة العقيد محمد القحطاني أن الدوريات الأمنية أوقفت السير في طريق مكة القديم، وبالأخص في المنطقة الواقعة بين إشارة المرور في أم السلم وكوبري كيلو 10، بسبب وجود تجمعات للمياه ورغبة في الحفاظ على سلامة المواطنين. في حين أفاد مصدر مسؤول في الخطوط السعودية تسبب الأمطار في تأخير مواعيد مغادرة 12 رحلة محلية ودولية. وفي الأحياء المتضررة من كارثة السيول الماضية خصوصا في الصواعد، قويزة، والحرازات، غادر السكان في وقت مبكر منازلهم، فيما اتجه بعضهم إلى مناطق مرتفعة في الجبال، في إجراء احترازي من تجمع مياه السيول، فيما أغلقت المحال التجارية. ومنذ ساعات الصباح الأولى وفور تلقي الجهات الأمنية والحكومية تحذيرات الرئاسة العامة للأرصاد، تحركت الفرق الميدانية وتوزعت في الشوارع والأحياء، وأبلغ «عكاظ» مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله الجداوي أن الأمطار غطت جميع أنحاء المحافظة، وتركزت في الأحياء الواقعة جنوبا وشرقا. من جهته، بين ل«عكاظ» مدير المركز الإعلامي في أمانة جدة أحمد الغامدي، أن المعلومات الأولية عن أمطار جدة تشير إلى أن معدل ارتفاع منسوب مياه الأمطار لم يتجاوز 10 ملليمترات، مشيرا إلى تطبيق لجنة الطوارئ خطتها منذ ورود تحذير هيئة الأرصاد وحماية البيئة. وقال الغامدي إن لجنة الطوارئ عقدت أول اجتماعاتها التي لازالت متواصلة الساعة الخامسة مساء في الدفاع المدني ولازالت اجتماعاتها مستمرة حتى ساعة إعداد هذا التقرير، وسط حضور جميع الأعضاء وبإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة الذي يتابع أولا بأول خطوات تنفيذ الخطة.