منذ انفصال المواطنة أم فواز التي تعيش في العقد الثالث من العمر، عن زوجها قبل خمس سنوات، بدأت تفاصيل حكاية لا تختلف عن قصة الكاتب الفرنسي فيكتور هيجو البؤساء، فصعوبة الحياة والبشر دفعتها للعيش برفقة أبنائها الأربعة في خيمة بلاستيكية على رصيف مجاور لمنتزه في مكةالمكرمة، وأصبحت تنافس أمهات القطط في جمع الفتات من حاويات النفايات لسد جوع أطفالها. وباستثناء 800 ريال الممنوحة لأم فواز من مكتب الضمان الاجتماعي في مكةالمكرمة، لا تملك في الحياة سواء أطفالها الذين تكافح وتجاهد لإطعامهم وإيجاد مأوى لهم إثر طردهم من الشقة التي كانت مستأجرة من طليقها نتيجة عدم قدرتها على سداد الإيجار، وسط لا مبالاة من الزوج السابق. تقول أم فواز «غادر طليقي منزلنا المستأجر، وبقيت وحيدة في وجه المؤجر، الذي طلب مني إخلاءه لوجود مستأجر آخر على استعداد لدفع الإيجار كاملا». وتوضح أم فواز أنها ظلت تبحث عن مكان يؤويها وأطفالها فلم تجد غير الأرصفة مكانا لها، إذ لا عائل لديها، فوالدتها متوفاة ووالدها يقبع خلف قضبان السجن منذ 15 عاما، إلى أن وجدها فاعل خير تكفل باستئجار مسكن لها. لكنها فرحة لم تكتمل كما يقال في المثل العربي المعاصر، فالمنزل المستأجر أكلته النيران في حادثة نحس أرجعت أم فواز وأطفالها إلى الخيمة البلاستيكية على الرصيف. هذا ما حدث بالفعل لكن الهم الأكبر لأم فواز يتمثل كما تقول في أن «أطفالي الأربعة لم تتم إضافتهم في بطاقة العائلة بسبب احتراق شهادات الميلاد في المنزل المستأجر من فاعل خير، ولم أستطع سوى إدخال اثنين منهم للمدرسة لكن ضعف الحال دفعني لإبقائهم معي في ظل عدم وجود ملابس أو أدوات مدرسية».