(لماذا لا توجد في مجتمعاتنا برامج استراتيجية لتعزيز الحب عبر المؤسسات الحكومية والأهلية لحماية المجتمع والأجيال القادمة من غدرات جامدي القلوب) استوقفني هذا السؤال من الأستاذ : سلطان الحمزي في آخر مقال له عن الحب ضد العنف والطلاق على صفحات هذا الملحق، وفي خلدي يدور موضوع كم يؤرقني وهو الجدب العاطفي الذي غدا يساور البيوت ذات اليمين وذات الشمال فلا يبرح إلا وقد أصابها زلزال العنف ليتركها نثارا من مسارات شتى .. الأم تعاني من حال أبنائها وهي تشق طريقها إلى حياة أخرى وأب تأخذه العزة بالإثم حينا وهو أيضا يشق مسار حياة له .. وحيرة أبناء هم ضحايا الزلزلة. الحب ضد العنف والطلاق نعم .. لغياب الأمن النفسي والأمان العاطفي الذي في أجوائه يتجلى الحب وتتضح ملامح الوفاق والتفاهم بين حمامتي السلام لكل بيت وتظل الأم أما لتذليل كل المطالب والغايات والرغبات إلى السكن والرحمة وهي البوصلة التي تحدد اتجاهات البيت السعيد. إن غياب التخطيط والتقنين لبرامج الحب عبر المؤسسات ماهو إلا لتغييب مفهوم الحب الصحيح الذي يستقى من سيرة حبيبنا صلى الله عليه وسلم تلك السيرة العظيمة النائية عن الفكر إلا من رحم ربي لا يهز الاهتمام بها إلا النيل منها ليتجلى معنى من معاني اسم الله القهار حين يقهرنا على الالتفات والعمل بهذه السيرة. لقد شغل القائمون على المؤسسات الحكومية والأهلية عن أبجديات الاستقرار الأسري الذي هو أساس لاستقرار أكبر بالاستجابة لكثير من الدعوات و النداءات التي في معظمها تعالج قشورا في المجتمع يتفاقم من جرائها القصور.. خروج المرأة من البيت وانشغالها باهتمامات تراها الأولى في حياتها العملية وإسداء مهام البيت والأولاد إلى الخدم أمر يؤرق الرجل ويقلقه ويصعد حدة التوتر لديه حين يكون ذلك الخروج على حساب ساعات صفاء يتوق إليها مع زوجته .. و لكنها مشغولة. كل ذلك يحرك جنبات الاستقرار بعد أن غلت أعماقه من حرارة التوتر الدائم التي تتلاشى في اضطراباتها معاني الحب ليحل الجدب شقوقا متناثرة على جدران وأرضية البيت ومن قبلها النفوس ولا يرأب ذلك الصدع إلا الحب، نعم فالحب ضد العنف والطلاق.