أدى تداخل مشاريع مزارع الدواجن بالقرب من الأحياء والمخططات السكنية في بلدة البريكة في وادي قديد 100 كيلو متر شمال جدة، إلى تضرر نحو 3000 قطعة أرض في المخطط الحديث. ورصدت «عكاظ» انخفاض معدلات الحركة العقارية في المخطط وأسعاره، وطالب ملاك الأراضي وعقاريون بوضع حد لإنشآء هذه المشاريع التي لا تتوافق مع بعد المسافة بينها وبين النطاق السكاني والمحدد بعشرة كيلو مترات، مبينين أن جميع تلك المشاريع لم تنفذ هذا الاشتراط، مما نجم عنه أضرار بالبيئة. وجاءت المطالبات على جانبين، جانب يهتم بالتطبيق الفعلي لمشاريع الدواجن للاشتراطات وبما يساعدها أيضا على توافر بيئات الإنتاج المثلى عبر اقتراح إنشاء مجمع مواقع لهذه المشاريع بعيدة عن النطاق السكاني، وأما الجانب الآخر فيتمثل عن مزاحمتها الحالية للبيئة العمرانية والسكنية ومخالفة الاشتراطات الواردة من وزارة الشؤون البلدية. مخالفة الضوابط وقال حميد بن فالح أبوجرادة، إن مجاورة مشاريع مزارع الدواجن لبلدة البريكة في قديد أصبح أمرا ماثلا، وأدى إلى التقليل من الإقبال على الإنشاء والتعمير في هذه البلدة سلبا، بالرغم من موقعها الجغرافي المتميز والمباشر على طريق الحرمين، وأيضا مجاورتها للمشاريع الاقتصادية والتعليمية الكبرى في المنطقة، وتساءل عن الدور الإشرافي للجهات المشاركة في إصدار التصاريح لمشاريع الدواجن التي لا تتوافر فيها شرط بعد المسافة بينها وبين النطاق السكاني، مما يخلف أضرارا بيئية وصحية. وأضاف، شهدنا خلال السنوات الماضية تزايد هذا النوع من النشاط، ولكن للأسف لم ينسجم مع الضوابط والشروط المحددة لممارسته، التي من أبرزها البعد بمسافات محددة، مشيراً إلى ماصدر من وزارة الزراعة من تنظيمات وضوابط لمزارع الدواجن وفق التعميم رقم (88289) في 3/12/1421ه، ينص في الفقرة الأولى منه على إقامة مشاريع الدواجن بصفة دائمة ضمن مناطق محدودة للاستثمار الزراعي على بعد يتراوح ما بين 10 20 كلم متر من حدود التجمعات السكانية على أراضٍ لا تصلح للتوسع العمراني المستقبلي، سواء للمدن أو للقرى وألا تكون هذه الأراضي ضمن المراعي والغابات، ويتم التنسيق في ذلك مع التخطيط العمراني. وأضاف: كما أصدرت الإدارة العامة لصحة البيئة تعميما برقم (52384/5/وف) وتاريخ 10/10/1423ه وجاء في مقدمته: إشارة إلى كثرة الشكاوى والملاحظات والاستفسارات التي ترد لهذه الوزارة من الأمانات والبلديات عن مشاريع الدواجن المتاخمة للتجمعات السكانية وانتشار الروائح منها، وإلحاقا لتعميم الوزارة رقم (2215/و.ب) وتاريخ 4/3/1414ه، نود التأكيد على ما صدر من وزارة الزراعة من تنظيمات وضوابط لمزارع الدواجن، ويشير للتعميم السابق المحدد لبعدها عن التجمعات السكنية. شلل عقاري ومن جانبه، قال مصلح محمد سعيد الرائقي، إن مثل هذه العشوائية في اختيار مواقع مشاريع الدواجن في وادي قديد ستتسبب في الوقت القريب بشلل عمراني وعقاري وسكني في المنطقة، فعدد المزارع الآن وصل 12 مزرعة دواجن، كلها مخالفة للأنظمة والضوابط الخاصة ببعد المسافة عن التجمعات السكنية، ومساحة البلدة لا تتجاوز 10 كيلو مترات مربعة، وفيها مخطط سكني قابل لضم نحو 3000 قطعة أرض سكنية، والبلدة يسكنها الآلاف، وهي قابلة للتمدد العمراني المستقبلي وفيها المرافق الحكومية، حتى أصبحنا نشكو من مجاورتها لنا، ومعاناتنا من الروائح الكريهة التي تصدر منها باستمرار. وأضاف، إننا نطالب أمانة جدة التدخل الفوري والعاجل بتكوين لجنة من قبلها وتخضع لإشرافها المباشر لمعاينة المواقع الحالية، وكذلك لمعاينة مواقع نحو 18 تصريحا جديدا لمشاريع مزارع الدواجن في طريقها للظهور، فهل ننتظر حتى تتفشى الأضرار الصحية والبيئية ثم يكون التدخل في الوقت الضائع. ومن جهته، قال محمد الجغثمي، نطالب بنقل مشاريع مزارع الدواجن بعيدا عنا في مجمع بعيد، تشترك جميع المزارع في إنشائه. ويمكن أن يستفيد الجميع من نقل مزارع الدواجن في منطقة واحدة تلتزم بالأنظمة سواء كانوا المستثمرين أو الأهالي الذين يتخلصون من مجاورة تلك الحظائر لمنازلهم. وأضاف: إن من أبرز ما نريده في الموقع أن يتضمن البعد الكافي حاليا ومستقبلا عن النطاق العمراني للبلدات، ومن ثم تهيئة كل ما من شأنه توفير البيئة الملائمة للإنتاج، فنحن نشجع على الإنتاج المحلي و وفق المقاييس والمواصفات المطلوبة للدواجن، ولكن لايكون ذلك على حساب صحة الأهالي في البلدات.