«سلطان مؤسسة خيرية تمشي على الأرض» .. سلمان بن عبد العزيز ليس من اليسير حصر سمت وشمائل «سلطان الخير» إذ يعجز اليراع اختزال خصاله وأعماله الإنسانية الجليلة، لذا آثرت الاستشهاد مستهلا بأدق وأجمل ما قيل في وصف سجايا ومواقف وإنسانية الأمير «سلطان رمز الحب والعطاء» فانتقيت كلمات شقيقه وعضده الأمير سلمان بن عبد العزيز لغزارة دلالاتها وعمق وصفها التي جسدت من جمله ما جسدت إباء وجزيل عطاء «سلطان الخير» للمحتاجين والفقراء والمرضى .. ومن مقولات الأمير سلطان الشهيرة والمحفورة في وجدان وشغاف محبيه «ما من أحد من الناس وصل عنده يبتغي تذليل حاجة ولم يجبه» كما قال سموه الكريم في إحدى المناسبات «إنني وأبنائي أعضاء مجلس الأمناء ومنسوبو المؤسسة وفروعها، نحتسب إلى المولى عز وجل كل جهد نقوم به، ومهما بذلنا من جهد فإننا نتطلع إلى المزيد تجاه المجتمع بكافة شرائحه حتى تؤدي هذه المؤسسة رسالتها السامية مع صادق الدعوات أن يوفقنا المولى عز وجل جميعا لما يحبه ويرضاه» .. وعبارة سموه الضافية التي تكرس بجلاء العطاء بمفهومه الإيجابي والعملي «نساعد الناس كي يساعدوا أنفسهم» يا له من مدرسة في الإدارة والاقتصاد ويا له من ينبوع عطاء ومنهل إباء لا ينضبان، فسموه يوجب المحتاجين والمعوزين وفي الوقت ذاته يحض على العمل والإنتاج ونحسبها (معادلة) لا يتبناها ويدرك مضامينها إلا شخصية فذة بقامة «سلطان» طودا شامخا سامقا يأبى إلا أن يضفى البشاشة والحبور على وجوه أبناء الوطن كما طبعت على محياه الذي يشع سماحة ويفيض محبة فحين تنظر إلى وجهه الباسم لابد أن تستشعر بابتهاج طاغ واستبشار يبلل وجنات الناظرين. ولن أضيف جديدا بالقول إن سلطان بن عبد العزيز رجل تسبق أفعاله أقواله، فسموه ما يخفيه أكثر مما يعلنه في كل ما يخدم الإنسانية في شتى الصعد. وإن شئنا التحدث في مجال اهتمامه بصحة الإنسان فالشاهد الأبرز ذلك الصرح الوطني الإنساني «مدينة سلطان بن عبد العزيز للخدمات الإنسانية» فقد دشنت مؤسسه الأمير سلطان برنامج سلطان بن عبد العزيز للاتصالات الطبية والتعليمية «ميد يونت» الذي يسخر التقنية لخدمة تنمية الإنسان. وفي السياق نفسه أولت المؤسسة اهتماما بالغا بالعلم والثقافة الذي تجلى بعقد الاتفاقات مع جملة من الجامعات العالمية المرموقة.. هذا غيض من فيض، فكما أسلفت لا يمكن بحال حصر أو اختزال أعمال وانجازات ومناشط «سلطان الخير» الكثيرة والمتكاثرة، فسموه مذ عهدناه لم ينفك ممتطيا صهوات جياد عديدة. إلى ذلك من البديهي القول إن «سلطان» يعد بحق رمزا سعوديا مسكونا بحب الناس شغوفا بمساعدتهم وإدخال البهجة في قلوبهم. ومن تجليات ذلك أن علاقته بالمواطنين وقضاء حوائجهم كانت ولا تزال هاجسه الأول وهدفه المستدام ما اكسبه على الدوام حبهم وثقتهم واحترامهم، إذ لا تزال أصداء علاقته الحميمة بالشعب السعودي تتردد بعدما ارتسمت بغبطة سموه وفرحه إبان افتتاح خادم الحرمين الشريفين جامعة الملك عبد الله «كاوست» التي تجسدت ببرقية سموه الموجه لخادم الحرمين الشريفين مباركا ومستبشرا بهذا الصرح العلمي. وعلى الصعيد الإعلامي كان الأمير سلطان وما زال، يبارك النقد الهادف المقرون بالدقة والموضوعية فكلمات سموه الضافية نحسبها دروسا ننتهجها ونعمل بمقتضاها في مهنتنا، نستحضر بعض منها عندما قال لصحافيين رافقوه خلال زيارته إلى روسيا: «لا يغضبنا النقد الصادق والهادف لإصلاح الخلل لا إلى التشويش والإثارة» .. وأضاف «أنتم عين الدولة فما تكتبون من أخبار وتقارير نتحرى ونسأل عنه».. يبقى القول نحبك يا «سلطان» ليس لجزيل عطاءاتك ومنجزاتك اللامحدودة وحسب، بل لأنك علم شامخ فوق ذرى الجبال وهامات السحب ذخرا وفخرا للوطن وأبنائه على مر الزمان، حمدا لله على سلامة وصولكم لأرض الخير ولشعبكم الذي طالما ابتهل داعيا الله أن يلبسكم ثوب العافية وأن يمد في عمركم لمواصلة مسيرة العطاء والنماء معضدا مليكنا وقائد مسيرتنا آسر القلوب ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين.. إنه سميع مجيب . [email protected]