.. من قديم التاريخ تعارف الناس عند حدوث وفاة طلب إدارة التجهيزات المعروفة باسم (الشرشورة) لإرسال الغسال أو الغسالة مع دكة الغسيل والنعش من أجل إتمام مراسم غسيل ونقل الميت إلى المقابر. أخيرا وبطريقة دراماتيكية استطاعت أمانة العاصمة المقدسة، وكذا الحال في أمانة محافظة جدة أن تتملص من تلك المسؤولية بإسناد عمليات حفر القبور وغسيل الموتى والدفن لمقاول يقوم بالعمل نيابة عن إدارة التجهيزات، بالإضافة إلى نقل الموتى من جراء الحوادث بسيارات الإسعاف التابعة للأمانة أو للمقاول الذي يتكفل بتأمين السائقين في الحالتين والاكتفاء بغسيل الموتى رجال ونساء داخل مقر إدارة التجهيزات دون الانتقال للبيوت مثلما كان الوضع سابقا. الأمر الذي لم يعهده الناس من قبل ولا يرضون به، إذ المتعارف عليه أن يتم الغسيل والتجهيز في منزل أهل الميت ليلقي عليه أهله النظرة الأخيرة. ومن حسن الحظ أن قامت في العاصمة المقدسة وجدة الكثير من الجمعيات الخيرية التي توفر كل متطلبات غسل وتجهيز الميت في منازل الأهل، ومن ثم نقله إلى المقابر بسيارات المغاسل الخيرية التي أراد بها أصحابها الأجر من الله. لكن هذا لا يمكن أن يعفي الأمانة أو المقاول الذي عهدت إليه أمانة العاصمة بمهام إدارة التجهيزات من نقل الذين يدركهم الموت من جراء حوادث السيارات، فسيارات الإسعاف للهلال الأحمر عند وصولها لموقع الحاث تكتفي بمعاينة الحالة، ثم تترك الميت لتتولى الأمانة أو المقاول نقله بسيارات الإسعاف الخاصة بهما، ولكن الذي يحدث أنه لا إسعاف الأمانة ولا إسعاف المقاول يصل في وقت مناسب فيظل الميت بضع ساعات ملقى على الطريق إذ لا يمكن لأهله نقله من موقعه، وما ذلك إلا لأن سيارات الإسعاف التابعة للأمانة معظمها تالف، كما أن سيارات المقاول محدودة العدد. ولذا فإن المؤمل أو بالأصح المطلوب أن تقوم سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر حال معاينة حادثة الوفاة بنقل المتوفى إلى إدارة التجهيزات أو إلى منزل أهله حسب المتعارف عليه للتتولى الجمعيات الخيرية لغسل الموتى ونقلهم إتمام التجهيزات اللازمة. تبقى من بعد هذا مشكلة تواجه الكثير من المقيمين، إذ تطلب الجهة المختصة بالتصريح بالدفن موافقة سفارة بلد المتوفى وهو أمر طبيعي للعمال والوافدين مفردين لكنه غير منطقي ولا هو مقبول بالنسبة للمقيمين في المملكة من عشرات السنين وموافقة أهلهم الذين لهم وحدهم حق تقرير الموافقة بالدفن هنا أو طلب نقل الجثمان لوطن المتوفى. ومشكلة أخرى يواجهها المقيمون وهي تكليفهم بالحصول على موافقة المقبرة التي تتيح لها مساحتها قبول دفن الميت فيها بينما المفروض أن تكون لدى الجهة المختصة بيانات بالمقابر ومعرفة بإمكاناتها لتوجيه أمر الدفن للقائمين عليها لاستقبال المتوفى ودفنه متى ما تمت الإجراءات النظامية لتشييع الميت لمثواه الأخير. إنها مشكلات ليست سهلة على الذين يفقدون بعض أهلهم ثم تواجههم هذه التبعات في ساعة من أشد الساعات العصيبة التي تواجه الإنسان.. فرحمة بالناس يا من ستلاقون يوما نفس المصير، و «إنا لله وإنا إليه راجعون». فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة