كم هو جميل أن يتنافس أهل الخير ببناء وتشييد مغاسل للاموات بمواصفات نموذجية وبجودة عالية ملحقة بالجوامع والمساجد وتأمين جميع مستلزماتها بالمجان من كافور وسدر واكفان ونعش ودهن عود فاخر وموس ومقص اظافر وبطانيات وشراشف وعبايات نسائية ومشالح رجالية وامشاط وسيارات مكيفة لغرض النقل إلى المغاسل والمساجد والمقابر بالإضافة إلى دعمها بالكوادر من المغسلين وتؤكد بعض المعلومات أن كلفة الجنازة التي يتكفل بها أهل الخير تصل إلى (450) ريالاً للشخص الواحد مع الأخذ في الاعتبار أن كلفة غسيل المرأة أكثر من الرجل. وتعمل بالرياض على مدى (24) ساعة (7) مغاسل للأموات وهي مغسلة البواردي وام الحمام والراجحي والدريهمية والإحسان وأم إبراهيم الذياب ومغسلة مجمع الرياض الطبي وجامع ابن سعيدان بالمرسلات وتتنافس جميعها على نيل اجر المتوفى والمساهمة في إكرام الميت وتغسيله وتكفينه وفق السنة مع تحمل جميع المصاريف ويعمل فيها مغسلون محتسبون ومغسلون رسميون تتحمل المغاسل رواتبهم وتحرص المغاسل أن تكون قريبة من المقابر لمعرفتها برغبة الناس اختيار المغاسل القريبة من المقابر وحرصهم الشديد على تطبيق السنة بنقل موتاهم حتى موارتهم الثرى. ويقول المغسلون انه قد يغيب عن الكثير من المواطنين والمقيمين ما يبذله المحسنون الموسرون في سبيل أيجاد مغاسل ذات جودة وبكادر رجالي ونسائي من المغسلين والمغسلات المدربين وفق السنة وكل ذلك طلباً للاجر والثواب من الله سبحانه وتعالى وتعمل المغاسل على إعلان وتوزيع خدماتها ومواقعها وهواتفها بمداخل ثلاجات الموتى مما يجعل أصحاب الجنائز يختارون بمحض ارادتهم وما يناسبهم من المغاسل. وتشير الإحصائيات أيضاً أن عدد ثلاجات الموتى تبلغ تقريباً (26) ثلاجة موزعة على المستشفيات الحكومية والخاصة بمدينة الرياض تسلم يومياً (45) جنازة بعد استكمال إجراءاتها النظامية ومن ثم إتمام عملية التغسيل والتكفين ومن ثم الصلاة والدفن.